|
تحرير قره باغ أعاد الحياة والسلام لأذربيجان

كل الذين يقرأون هذا المقال سيعلمون بأي حماس تابعنا النصر العظيم الذي حققته أذربيجان بعد نضالها لتحرير إقليم قره باغ.

وبعد حرب تحرير قره باغ، زرنا مرة أخرى مدينة باكو في أذربيجان. وأثناء قراءتكم للمقال سننطلق من ساحة "أزادليك" (في باكو) ونلقي السلام على أرواح شهدائنا، ونذهب إلى إقليم قره باغ وبكل تأكيد إلى مدينة شوشة، المدينة المهمة والقديمة في القوقاز.

تعد مدينة شوشة من أكثر المواقع أهمية من الناحية الاستراتيجية لإقليم قره باغ. وهي العاصمة الثقافية لأذربيجان!

لذلك خلال أيام الاحتلال الأرميني لأذربيجان، قام رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بالرقص برفقة الرئيس الفرنسي ماكرون، أثناء اصطحابه معه إلى سهل "جدير" بمدينة شوشة، حيث أثارت تلك المشاهد ردود فعل غاضبة ليس فقط من قبل الأذربيجانيين ولكن أيضًا من قبلنا نحن الأتراك.

ولهذا السبب أعلنت أذربيجان انتصارها بعد تحرير مدينة شوشة، حيث أدلى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بخطاب قال فيه: "ماذا حدث يا باشينيان"، وأشار حينها في خطابه إلى رقصة باشينيان في سهل جدير بمدينة شوشة (قال له: ماذا حدث كنت ترقص يا باشينيان).

وبعد إعلان التحرير تستمر عمليات إعادة إعمار إقليم قره باغ وعودة الحياة لها. كما أن العلاقات الأذربيجانية الأرمنية تتطور، وخاصة بعد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن ممر "لاتشين" وممر "زانجيزور"، حتى لو كانت العملية تسير ببطء. إلا أنها قيد التنفيذ.

ويربط ممر لاتشين مدينة خانكندي بـ"أرمينيا"، هذا يعني أن ممر لاتشين يربط بين الأرمن القاطنين في إقليم قره باغ وأرمينيا، ونأمل أن يربط ممر "زانجيزور" ناختشيفان بـ"أذربيجان".

وسيتم إنشاء ممر سكة حديد وبناء طريق سريع في ممر "زانجيزور". وبذلك سيربط أذربيجان بأراضي "ناخيتشيفان" ذاتية الحكم عن طريق البر، وسيكون أيضًا همزة وصل بين تركيا والعالم التركي.

وفي هذا الصدد، يشار إلى أننا مسرورون بتطبيع العلاقات التركية الأرمينية، حتى لو كانت تسير ببطء.

من جهة أخرى، قال الرئيس الأذربيجاني علييف في يوم إعلان تحرير سوشة: "لقد هدموا المباني التاريخية في شوشة وحرقوها وقاموا بمحو آثار الأتراك لكننا سنعيد بناءها وسيرفع الأذان في مدينة شوشة مجددًا"، ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ، يُرفع الأذان في مدينة شوشة لكن إعادة إعمار المدينة سيستغرق وقتًا طويلاً. لأن الأرمن قبل مغادرتهم أحرقوا ودمروا، ليس فقط شوشة، بل أيضًا مدينة "أغدام" و"فوزولي"،"وقبادلي"، و"زانجيلان".

لكن مدينة شوشة تتميز بخصوصيتها ومختلفة كثيرًا عن باقي المدن، وكما ذكرنا هي العاصمة الثقافية لأذربيجان وبوابة مدينة خانكندي مركز إقليم قره باغ. كما كانت من أكثر المدن التي واجهنا بها صعوبات في تحريرها بسبب جغرافيتها.

وبالنسبة لي مدينة شوشة مختلفة وتتميز بخصوصية، لا سيما أنها موطن زهرة "خاري بلبل" التي أصبحت رمزًا لنضال الشعب الأذربيجاني.

زهرة "خاري بلبل" لا تنبت إلا في سهل جيدير في مدينة شوشة والتي تعتبر موضوعًا للقصائد والأشعار. وقد نشرتُ في مقالاتي السابقة تلك القصائد. والآن تُكتب ملحمة انتصار إقليم قره باغ في باكو. وقد كتب أحد تلك القصائد الشاعر والسياسي صابر رستم خانلي حيث قال: "انتصار قره باغ أعاد الحياة والسلام لأذربيجان". وبالفعل استمرت عملية تحرير قره باغ 44 يومًا وأعادت الوحدة والحياة والسلام لأذربيجان.

وفي سياق آخر، زرت تلك الأراضي منذ سنوات، وكانت آثار صدمة حرب قره باغ الأولى مستمرة، وكنا ننقل بكل وسيلة متاحة لنا فظائع الاحتلال الأرمني لتلك المنطقة. وكانت حينها النقاشات تدور حول الغضب والحزن والعجز التي تسببت به تلك الحرب. لكن اليوم المناقشات تدور حول السعادة والثقة بالنفس إزاء الانتصار المبارك لأذربيجان.

وقبل بدء حرب تحرير قره باغ، كانت النقاشات تدور حول المكاسب والخسائر التي يمكن أن نشهدها نتيجة التغيير في السياسة الأذربيجانية. وأدى تشكيل تحالف تحت قيادة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى انتهاء تلك النقاشات.

من جهة أخرى، تمر العلاقات التركية الأذربيجانية بأيام استثنائية نتيجة العلاقات الحريصة بين زعيمي البلدين ونتيجة سير البيروقراطيين والسياسيين في كلا البلدين على خطاهم. ونرى أن دور تركيا في تحرير إقليم قره باغ بات معروفًا لدى الجميع في أذربيجان. وحتى تلك المواقف إزاء تركيا تُنشر أيضًا في وسائل الإعلام الأذربيجانية.

وفي سياق متصل، نظمت جمعية "ناشري الأناضول" ندوة بعنوان "من الأناضول إلى قره باغ" والتي تعتبر إشارة إلى الندوة التي تم تنظيمها قبل سنوات تحت عنوان "من كركوك إلى قره باغ".

وعندما كنا نتناقش خلال الندوة التي تم تنظيمها قبل 5 سنوات كنا نحلم بإعادة تحرير إقليم قره باغ ولكن لم نتمكن من التعبير عن آرائنا بشكل واضح حول كيفية تحقيق ذلك الحلم.

ولكن اليوم، أصبحت قره باغ حرة نتيجة عزيمة القادة السياسيين الأقوياء في أذربيجان وتركيا وبطولات الأتراك الأذربيجانيين.

عندما يتم تنفيذ مشروع ممر «زانجيزور» في إقليم قره باغ المحرر وفتح الطريق، بإذن الله سنغادر إسطنبول بسيارتنا ونذهب إلى ناخشيفان ومن ثم نشرب الشاي عند حماتي في البلدة القديمة لـ"باكو "، وسيكون الجوز والتين ومربى الخوخ على طاولتنا. كما هي موجودة الآن فوق مكتبنا في مجموعة "يني تشاغ"الإعلامية، مكان كتابتنا لهذا المقال.

#قره باغ
#تركا
#تحرير قره باغ
#أذربيجان
٪d سنوات قبل
تحرير قره باغ أعاد الحياة والسلام لأذربيجان
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات
هجمات إسرائيل على عمال الإغاثة في غزة تضع بايدن في اختبار صعب
الجماعات الدينية المحافظة.. من وجَّه غضبها نحو أردوغان؟
ثورة المتقاعدين