|
شاركوا في الانتخابات وصوتوا لـ"محور تركيا".. إنها دعوة الوطن والقرن!

إن اليوم هو يومنا الأخير لتقرير مصير تركيا. فقرارنا وترجيحنا ليس قرارا انتخابيا بالمعنى الضيق؛ إذ إنه ليس مقصورا على أي حزب سنعطيه أصواتنا، فنحن نقرر مصير دولة، مصير وطن، مصير منطقة بأكملها، نرسم ملامح مستقبل وصعود من جديد.

سنصدر قرارا بشأن الكفاحات التي خضناها على مدار القرن المنصرم، وكيف سنبني دولة بعد كل هذا، وما يعيشه الأناضول منذ قرنين من الزمان، وسيناريوهات التقهقر التي وضعوها أمامنا، وسيناريوهات الحرب الأهلية التي شهدنا مثالا عليها ليلة 15 يوليو/تموز.

سنقرر كيف سنواصل المحافظة على التقليد السلجوقي – العثماني – الجمهوري واستمرارية الدولة لقرن آخر، بل لقرون قادمة، وكيف سننقل هذا التقليد السياسي إلى المنطقة بأكملها، وكيف سنواجه التهديدات التي اقتربت من حدودنا كما كان الحال أيام معركة جاناق قلعة.

لا تنسوا أبدا أن هذه هي المرحلة الأخيرة من مسيرة القرن!

ستكون هذه هي فرصتنا الأخير للقيام بالتحدي الذي سيزيد من حجم تركيا ويطرح خرائطنا الخاصة بنا على الطاولة ويرسم ملامح جديدة للمنطقة رغم أنف من يقولون لنا "تركيا كبيرة للغاية، يجب تحجيم قدراتها"، ومن ينفذون الهجمات الواحدة تلو الأخرى لتحقيق هذا الهدف، ومن يحشدون القوى العالمية بغية "إيقاف تركيا" لخوفهم منا، ومن يطوفون بطاولات المفاوضات بمشاريع الخرائط، ومن يضللون عقول أبناء أمتنا بالتعاون مع شركائهم بالداخل.

إننا في المرحلة الأخيرة من مسيرة القرن التي نواصل السير بها منذ 15 عاما، ونحن مكلفون بتجهيز عقود من استأمنونا على هذا الوطن للمرحلة المقبلة، فهذا الدين التاريخي في أعناقنا. إننا في المرحلة الأخيرة من الوفاء بوعد حملناه على أعتقانا كما فعلنا مع أيمان شهدائنا والأجيال القادمة.

لا تمنحوا الفرصة للراغبين في إضعاف تركيا، فنحن من سيرتقي

إننا بصدد تحقيق أكبر ثورة وتغيير في تاريخ الجمهورية التركية بجميع أهداف وأحلام المستقبل، فما يحدث هو طفرة تاريخية وتحقيق أحلام من أسسوا هذا البلد. وربما هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها الجميع ويشعرون بالنداء الصارخ الذي أطلقه الجندي التي الذي استشهد خلال معارك غزة عام 1917 عندما قال "لا تقرؤوا على أرواحنا الفاتحة، بل انتقموا لدمائنا!".

إن أكبر صعود عقب مائة عام من الركود على وشك أن يبدأ، فنحن نشهد رياح الشؤم التي هبت على مدار 3 قرون متتالية وهي تغير اتجاهها؛ إذ أصبحنا نراهم يراجعون في الوقت الذي نصعد فيه نحن، كما نراهم ينفذون في هذه الأثناء بالتحديد المخططات المتتالية الرامية لتدمير ثقتنا بأنفسنا وهز إيماننا وتشويه مستقبلنا وإيقافنا وتحجيم قدرات تركيا بالتعاون مع شركائهم في الداخل.

أذهاننا متيقظة وقبضاتنا صارمة، سنسلبهم عقولهم

ضربونا بواسطة تنظيمات إرهابية مثل بي كا كا وغولن، وبادروا إلى مهاجمتنا بشكل مباشر، وأرادوا إشعال فتيل الحرب الأهلية، كما جربوا عددا لا نهائي من محاولات الانقلاب، هذا ناهيك عن استغلالهم وتحريضهم لجميع شركائهم بالداخل من أجل إيقاف مسيرة تركيا. كانوا على يقين بأن إسقاط أردوغان يعني إيقاف تركيا، ولهذا شكلوا الجبهات الدولية من أجل إسقاطه، بما في ذلك محاولة اغتياله. لكنهم فشلوا في إسقاطه وإيقاف تقدم تركيا.

لم نخف أو نقلق أو حتى نتردد، لم نتعثر، بل صمدنا وعلا صوتنا لم يرتجف. قلنا كلمات أقوى، وكبر تحدينا، وتضماننا أكثر، وتبنينا طموحات أعظم، وحافظنا على أذهاننا متيقظة وقبضاتنا صارمة.

لقد ربحنا كل المعارك حتى يومنا هذا. ولقد قدم شعبنا الدعم إلى هذه المسيرة وذلك الصعود بفضل فراسته التي تستند إلى تاريخ يمتد لألف عام، بل وتفوق علينا في كثير من الأحيان، كما غير مجرى التاريخ السياسي العالمي ليلة 15 يوليو/تموز، وهز عرش خريطة القوى، وسلب الغرب عقله، وخسف بشبكات الخيانة الداخلية الأرض.

سنواصل بلا تراجع وسنضرب بكل قوة

لقد كانت التدخلات التي حدثت بالداخل تدخلات خارجية، كما كانت الجبهة التي شكلوها شمالي سوريا تجهيزا لنزع فتيل الحرب ضد تركيا، فالذين فشلوا في تحقيق مرادهم ليلة 15 يوليو/تموز كانوا يستعدون للحرب، كانوا يخططون لاحتلال أراضي تركيا من داخل سوريا والعراق. كانت أمريكا هناك، وكذلك كانت إسرائيل ودول أوروبا وتنظيما بي كا كا وغولن الإرهابيان، كما كان هناك حفنة من الحمقى أصحاب العقول المضللة.

رأينا كل شيء وفهمناه، فلم نتراجع للدفاع، بل بادرنا للهجوم من خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، والآن نضرب من جديد جبهة التدخل الدولي من خلال عملية قنديل في العراق. سنواصل كذلك بعد الانتخابات، سنشق صف الجبهة المعادية لتركيا على طول الخط الواقع بين إيران شرقا والبحر المتوسط غربا، كما لن نسمح لهم بتنفيذ جميع السيناريوهات الدولية التي يريدون تنفيذها في تلك المنطقة.

دولة قوية، شعب قوي، ذاكرة قوية، مستقبل قوي

لن يتناقشوا حول تركيا في الداخل بعد الانتخابات، بل يتناقشون حولها في الخارج، فالعالم سيشهد صعود قوة مدهشة، ولن يستطيع أحد لي ذراع تركيا بعد ذلك التاريخ. سنكون نحن، لا هم، من يكتب السيناريو ويرسم ملامح المنطقة. وفي الوقت الذي سيكونون هم يتصارعون فيما بينهم، فإننا سنبني قوة القرون لنظهر للعالم أجمع دولة يلمع نجمها بفضل دولة قوية، وشعب قوي وذاكرة قوية ومستقبل قوي.

لا تنخدعوا بالعبارات والحسابات وموجات الغضب والاستياء التافهة، لا تغرنكم الخطابات السياسية ضيقة الأفق والزعماء عديمي الرؤى والمهرجين والأحزاب المصطنعة. لا تثقوا بالمعلومات المضللة التي ينشرها أنصار تنظيمي غولن وبي كا كا السريين والأدوات الاستخباراتية لأمريكا وأوروبا. فكروا ضمن محور الوطن واتخذوا قراركم في إطار محور التاريخ ومحور مستقبل تركيا. تعالوا نتخطى أكبر اختبار تتعرض له تركيا في القرن الحادي والعشرين بنجاح ليفتح الطريق أمامنا..

ينتظرون بأمل أن "تسقط تركيا لو سقط أردوغان"

لو سقط أردوغان ستسقط تركيا. صدقوني، هذه حقيقة تعلمها الولايات المتحدة وإسرائيل والقوى التي وقفت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو/تموز ومن أرسلوا فريقا لاغتيال أردوغان في مرمريس ومن يحاولون حصار تركيا. فلماذا لا نعرف نحن هذه الحقيقة؟

لماذا ننساها؟ لماذا نصير عميانا إلى هذا الحد؟

نحن أبناء إمبراطورية عظمى تفرقت في ثلاث قارات، اضطررنا للعيش دون حماية على مدار قرنين من الزمان ونحن نكابد الآلام والظلم وفقدان الهوية الوطنية. ولقد نجحنا في تخطي القرن العشرين بعدما لجأنا إلى دولة داخل حدود الأناضول، لكننا لم ولن نرضى بهذا المصير الذي حددوه لنا.

ولن نصمد بعد اليوم ونحن نتوسل ونلجأ إلى قوى أخرى.

نحن سلجوقويون وعثمانيون وجمهوريون

لن نحيا القرن الحادي والعشرين بسؤالهم أو الحصول على إذن منهم. ولقد نجحنا في نقل هذه الجينات السياسية القوية إلى هذا القرن، وسنكمل بها الطريق. وإننا من الآن فصاعدا سلجوقويون وعثمانيون وجمهوريون، كل هذا جميعا، سيعرفنا العالم وسيضطر لقبولنا على هذا النحو. فنحن ورثة هذه الدول الثلاث وتكملتها، نحن الجيل المؤسس لذلك المستقبل المنشود.

إن انتخابات 24 يونيو/حزيران ليست انتخابات عادية، بل هي المرحلة الأخيرة من هذا التغير الكبير، إنها محور وطني أكبر من أي هوية سياسية وأرقى من أي هوية حزبية أو حسابات شخصية. إننا على وشك اتخاذ قرار في غاية الأهمية كي لا نضحي بمستقبل هذا الوطن ومصيره في سبيل حسابات كهذه.

شاركوا في الانتخابات وصوتوا لـ"محور تركيا"..

لو خسرنا فسنخر هذا القرن أيضا ونضطر لتقليص قدرات تركيا، وحينها سنكون قد فوتنا التاريخ والجغرافيا وهذه الفرصة الكبرى.

ولهذا، اصطفوا غدا من أجل تركيا العظمى، احجزا مقاعدكم في جبهة الوطن، تحركوا بعقولكم ووجدانكم وفراستكم. شاركوا في الانتخابات وصوتوا لمستقبل تركيا ولمحورها، فليس هناك أي حساب أكثر "وطنية" من هذا!

#إبراهيم قراغول
6 years ago
شاركوا في الانتخابات وصوتوا لـ"محور تركيا".. إنها دعوة الوطن والقرن!
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان