|
تركيا سترسل قوات عسكرية إلى ليبيا كيف غيرنا خريطة البحر المتوسط؟ نعم، لقد عاد بربروس إلى المتوسط بعد 473 عامًا! قناة إسطنبول هي الهدف الجديد لأصحاب "الوصاية" و"لوبي المحافظة على صمود معاهدة مونترو"!

صرح الرئيس التركي أردوغان بأن تركيا سترسل قوات عسكرية إلى ليبيا، وهو التصريح الذي سيؤدي إلى تغيرات كبرى في موقع الدولتين في منطقة البحر المتوسط.

لقد جاء هذا التصريح عقب الاتفاق الموقع بين تركيا وليبيا لتغيير خريطة المتوسط؛ إذ قلب هذا الاتفاق كل شيء رأسا على عقب وأفضى إلى حدوث تغيرات على مساحة الدولتين، واليوم نشهد رفع ستار جديد في مسرحة القوى التي يشهدها المتوسط.

قال أردوغان "لقد استخدمت تركيا بموجب هذا الاتفاق حقوقها التي يقرها لها القانون الدولي. ولا شك أنه في حالة دعوة ليبيا لتركيا، فإن تركيا صارت تمتلك الحق في الذهاب إلى ليبيا بموجب الاتفاق. أمامنا خطوات يجب أن نقدم عليها بشأن قواعد إرسال قوات عسكرية إلى خارج تركيا. ونحن مستعدون لتقديم كل أنواع الدعم لليبيا".

كلهم يجتمعون لإسكات تركيا والضغط عليها

سترسل تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا بعد أن فعلت هذا في سوريا. فالأساس في المسألة هو دعوة الحكومة الرسمية في ليبيا. وإذا نظرنا إلى الاتفاق بين البلدين فهذه الدعوة ستأتي لا محالة. إذن، على ماذا نص الاتفاق؟

بادرت اليونان وقبرص اليونانية (الجنوبية) وفرنسا وتقريبا كل دول الاتحاد الأوروبي وكذلك إسرائيل وأمريكا ومصر، إلى جانب السعودية والإمارات اللتين تتحركان بالتعاون مع تلك الدول، إلى تنفيذ مخطط تقاسم موارد الطاقة في البحر المتوسط، وهو ما فعلوه انطلاقا من الفكرة التي تتجاهل تركيا. كان هناك تصور لمنطقة المتوسط قائم بالفعل وتقليدي، وهو التصور الذي استغلوه، بناء على أساس أمني، وسعوا للضغط على تركيا ثم إسكاتها وإجبارها على أن ترضى بهذا التقسيم.

لكن تركيا صمدت وقاومت، حتى وإن كان قد فعلت هذا بمفردها، بل إنها دخلت في تحد وأرسلت سفن تنقيب إلى البحر المتوسط وبدأ تنقب بنفسها عن موارد الطاقة، فتحركت وفق خريطتها الخاصة لا وفق خريطتهم التي وضعوها.

أصبحنا جيرانا لليبيا بحرا
غيرنا خريطة المتوسط

لقد برهنت تركيا للجميع أنها لم تطأطئ رأسها أبدا لأي محاولة إجبار في البحر المتوسط، وهو الموقف الذي أصابهم بالصدمة، فلم يكونوا يتوقعون مقاومة إلى هذه الدرجة بعدما ظنوا أنهم سيتمكنون بشكل أو بآخر من إذعانها وإخافتها والضغط عليها من خلال التحالف الذي شكلوه ضدها.

لقد قاومت تركيا وتحدت وأفسدت مخططتهم، بل إنها لم تكتف بذلك وحسب، بل وقعت اتفاق بشأن المنطقة الاقتصادية الحصرية مع الحكومة الشرعية الرسمية في ليبيا التي أصبحت جارة تركيا من ناحية البحر.

لقد وسع هذا الاتفاق مساحة تركيا وكذلك ليبيا، وهدمت كل النظريات الخاصة بخريطة البحر المتوسط، فلن تستطيع أي دولة أخرى ادعاء أي حق في المساحة المشتركة التي أعلنت الدولتان أحقيتهما بها.

أضف إلى ذلك أن الاتفاق قسم البحر المتوسط من المنتصف إلى جزئين، فيرسم خطا بين اليونان وقبرص اليونانية ويحافظ على جبهة تركيا في الغرب على حدود مشتركة مع ليبيا لمواجهة حالة التوتر السائدة في منطقة شرق المتوسط.

جميعهم خدعوا بعضهم البعض

لقد أفسد الاتفاق التركي-الليبي كل مخططاتهم، بل إنه لم يكتف بإفساد مخططاتهم المضادة لتركيا، بل كشف النقاب عن أن الاتفاقات التي وقعوها مع بعضهم البعض تعاني من الكثير من المشاكل، ذلك أنهم جميعا خدعوا بعضهم البعض.

إنها المشكلة التي لطالما كانت موجودة في اتفاقات إسرائيل وقبرص اليونانية ومصر وإسرائيل ومصر واليونان. فجميعهم تعدوا على حقوقهم بعضهم البحرية؛ إذ تعدى القبارصة اليونانيون على حقوق إسرائيل واليونان على حقوق مصر. والآن فإنهم إما يعيدون تنظيم الاتفاقات الموقعة بينهم أو يبطلونها.

شرق المتوسط بعد شرق الفرات: الأمر مهم قدر أهمية حرب الاستقلال

لقد انتهت الاستعدادات التي أجريت لثماني سنين في شرق الفرات في تسعة أيام، كما انتهى كل شيء جهزوه في البحر المتوسط في يوم واحد. ولهذا فإنهم يدعمون تنظيم إرهابي كلفوا بتشكيله إرهابيا يدعى حفتر ليكون ضد الحكومة الليبية الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة في محاولة منهم لتقسيم ليبيا.

ويتلقى هذا التنظيم الإرهابي الدعم من أمريكا ودول أوروبا وروسيا وإسرائيل والسعودية ومصر والإمارات.

لم يكن "ممر الإرهاب" الممتد من حدود إيران شرقا إلى المتوسط غربا قاصرا – في الواقع – على منظمة بي كا كا الإرهابية، بل كان حصارا وجبهة دولية. لكن تركيا نجحت بفضل عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام في إغلاق الأبواب الشرقية والغربية لهذه الجبهة التي مزقتها من المنتصف.

لقد انهار مخطط الحصار وممارسة الضغط من ناحية شرق المتوسط بفضل الاتفاق مع ليبيا. وهما الأمران اللذان يحملان أهمية بقدر أهمية حرب الاستقلال.

لم ننس أبدا أيا من طموحاتنا
لو لم نكن حاضرين هناك لعجزنا عن المحافظة على إسطنبول والأناضول

لقد رأينا الآن أن حدود تركيا ليست قاصرة على أراضيها فقط، بل إن تصورنا للوطن والبلد تغير جذريا، فعدنا إلى طموحاتنا التي كنا نحملها إبان الحرب العالمية الأولى، وقلنا إننا لن ننسى شيئا ولن نطأطئ رؤوسنا أمام أي محاولة إجبار.

لقد ظهرت أمارات تشير لإمكانية عقد اتفاقات مع مصر وسائر دول حوض المتوسط تشبه الاتفاق الذي وقعته تركيا مع ليبيا. وهم أمر في غاية الأهمية والضرورية. فكل اتفاق في هذا الاتجاه يصب في مصلحة تركيا وكذلك مصلحة تلك الدول. فالثراء سيكون من نصيب دول المنطقة، وكذلك الخريطة هي ملكنا وملك دول المنطقة، وليست ملكا لأوروبا أو أمريكا.

تخوض تركيا حملات جيوسياسية كبرى، ونعلم أننا إن لم نتواجد في البلقان وشمال أفريقيا والقوقاز والبحر الأحمر والخليج العربي، فإننا لن نستطيع الصمود في الأناضول وحماية إسطنبول.

هذا هو الأمر بكل بساطة، فالطموحات وتصفية الحسابات كبيرة، كما أن تركيا كبيرة وعظيمة بقدر حجم تلك الأمور.

"أذناب الوصاية" يعارضون قناة إسطنبول
إسناد مهام جديدة إلى "لوبي المحافظة على صمود معاهدة مونترو"!

نعم، لقد عاد بربروس مجددا إلى البحر المتوسط بعد 473 عاما، وستتغير الكثير من الأشياء بالرغم من كل جهود العرقلة التي يبذلها "أذناب الوصاية" في الداخل!

لقد أسندت لهم اليوم مهمة عرقلة شق "قناة إسطنبول". تذكروا دائما أن كل معارضي حفر قناة إسطنبول هم من "أذناب الوصاية"، وسنرى جميعا عندما تظهر تفاصيل الجهود التي يبذلها "لوبي المحافظة على صمود معاهدة مونترو" التي تقصر حقوق هيمنتنا على المضائق.

إن أول معركة شارك بها مصطفى كمال أتاتورك هي معركة طرابلس (1911-1912). ولهذا أدعو من سيقولون "ماذا نفعل في ليبيا؟!" لأن ينظروا على الأقل إلى صورة واحدة من صور أتاتورك.

#قراغول
#تركيا
#ليبيا
4 yıl önce
تركيا سترسل قوات عسكرية إلى ليبيا كيف غيرنا خريطة البحر المتوسط؟ نعم، لقد عاد بربروس إلى المتوسط بعد 473 عامًا! قناة إسطنبول هي الهدف الجديد لأصحاب "الوصاية" و"لوبي المحافظة على صمود معاهدة مونترو"!
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية