تناولنا للتطورات المتسارعة والجديدة التي حدثت مؤخرا هو نفسه، سألخص جزءًا من هذه التطورات التي ظهرت للعلن ومنها: زيارة عربية رفيعة المستوى إلى دمشق. وفد عربي رفيع يضم ممثلين من دول العراق والأردن وفلسطين وليبيا ومصر والإمارات وعمان ولبنان في زيارة إلى سوريا (28 فبراير/ شباط(.
وزارة الخارجية الأمريكية: لا للتطبيع مع سوريا (1 مارس/أذار) مصر: ستبدأ عملية المشاورات مع تركيا (1 مارس/أذار) بلينكن يختتم جولته في آسيا الوسطى قبل محادثات مجموعة العشرين (1 مارس/أذار) "البنتاغون: لا يوجد خيار عسكري لثني الصين عن تقديم مساعدات عسكرية لروسيا (1 مارس/أذار) 'الولايات المتحدة قلقة: "إيران تحتاج إلى 12 يوما لإنتاج قنبلة نووية" (2 مارس/أذار) الولايات المتحدة: لن نسمح لإيران أبدًا بإنتاج الأسلحة النووية (2 مارس/أذار) دعوة في مجلس النواب الأمريكي لاتخاذ إجراءات ضد الصين. خلال الجلسة الخاصة في مجلس النواب: "التهديدات التي تشكلها الصين للأمن القومي الأمريكي هي صراع وجودي" (2 مارس/أذار)
المستشار الألماني شولتس: الصين يمكن أن تصنع السلام في أوكرانيا (4 مارس/أذار) الولايات المتحدة تفتح جبهة ضد إيران بعد الصين (5 مارس/أذار) االصين ترفع الإنفاق العسكري إلى 225 مليار دولار (6 مارس/أذار) معهد هدسون بواشنطن: تركيا هي الرد على نفوذ روسيا والصين وإيران في المنطقة (6 مارس/أذار) آلاف حالات التسمم بين الطالبات في مدارس إيرانية (6 مارس/أذار) إيران تفعّل منظومة دفاع جوي في سوريا (7 مارس/أذار) تهديد صيني للولايات المتحدة: إذا لم يتوقفوا فالحرب على الأبواب (7 مارس/أذار) إيران تريد المشاركة في عملية التطبيع بين تركيا و سوريا (9 مارس/أذار) النواب الأمريكي يرفض انسحاب قوات بلاده من سوريا' (10 مارس/أذار) إسرائيل-الولايات المتحدة: يجب أن نفعل كل ما يلزم ضد إيران (11 مارس/أذار) وزارة الخارجية الأذربيجانية تستدعي السفير الإيراني وتسلمه مذكرة احتجاج على خلفية تحليق طائرة حربية إيرانية فوق الحدود بين البلدين (11 مارس/أذار) .
و...
يجب أن نضيف إلى هذه التطورات المهمة زيارة الولايات المتحدة إلى سوريا وإسرائيل في غضون أسبوعين .
زار رئيس هيئة الأركان الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، المناطق التي تقع تحت حدودنا الجنوبية. استدعت أنقرة سفير واشنطن لديها وطلبت توضيحا حول الزيارة. وقالت الولايات المتحدة إنه "لم يكن هناك نقاشات مع تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي". وبالتزامن مع هذه الزيارة، قام وزير الدفاع الأمريكي بزيارة إسرائيل ومن ثم العراق. ومؤخرا، زار الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية إلى سوريا والتقى مع تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي. هذه الزيارات الثلاث التي لخصناها لا تتعلق فقط بعلاقات أنقرة وواشنطن (إن وجدت). بل تبدأ الولايات المتحدة استعداداتها لتتمحور أولويتها على سوريا. بالإضافة إلى إسرائيل والعراق. وينبغي التفكير لماذا وكيف سيحدث ذلك!
يمكننا تلخيص كل هذه الأحداث في ثلاثة عناصر أ) العلاقات بين تركيا - إيران - روسيا - سوريا، وربما أذربيجان، وحتى الصين حسب بعض المحللين! ب) الزيارات التسلسلية للمسؤولين الأمريكيين إلى شمال سوريا. ج) الاتفاق بين طهران والرياض بوساطة صينية يفيد بأن المشهد النهائي هو: غرب آسيا والشرق الأوسط لن يعودا كسابق عهدهما، هذا هو الثلاثي الرئيسي!
لنسلط الضوء قليلا على إسرائيل. أصوات الانقلاب تُسمع في إسرائيل: رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يحذر نتنياهو (7 مارس/أذار) "التهديد العسكري لنتنياهو: مئات ضباط الاحتياط في القوات الجوية والقوات الخاصة والاستخبارات يهددون بالاستقالة (12 مارس/أذار) الإمارات تلغي صفقة أسلحة مع إسرائيل (13 مارس/أذار) الأزمة السياسية تتعمق في إسرائيل (13 مارس/أذار) ، الاتفاق الذي وضع نتنياهو في مأزق: اتفاق إيران والسعودية تسبب في مناقشات سياسية في إسرائيل (12 مارس/أذار) الرئيس الإسرائيلي: الوضع في إسرائيل خطير جدًا! (14 مارس/أذار)
خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في إسرائيل قبل أيام، وامتدت المظاهرات التي بدأت في تل أبيب إلى مدن أخرى. الأمر لا يتعلق بنتنياهو. إسرائيل تدخل في أزمة أمن قومي عامة.
سنتطرق الآن للتطورات الكبيرة.
1 الصين تعيد فتح حدودها! 2. السياسة الدولية والاستراتيجية الرئيسية للصين هي التجارة الاقتصادية. 3. انتقلت الصين لفتح المجال السياسي. 4. تعزيز الاستخبارات والأمن. لم تعد الصين في موقف دفاعي. 5. جرى الاتفاق بين طهران والرياض بوساطة صينية في اليوم الذي انتخب فيه الزعيم الصيني شي جين بينغ رئيساً للمرة الثالثة وهذا يعد مؤشرا على حركات "تنسيقة" ولا تقتصر على هذه الدول الثلاث. ومثال ذلك اجتماع الرئيس الإيراني بالرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو في طهران. 6. الوجود الأمريكي المستمر منذ عقود في غرب آسيا على وشك الانهيار. 7. سياسة الخليج العربي تغيرت. 8. أصبحت العديد من القواعد الأمريكية في المنطقة معطلة. 9. في العلاقات الدولية، هناك صورة أن الولايات المتحدة تشن حرباً في أوكرانيا، وأن الصين تصنع السلام. ربما يحدث صنع السلام في أوكرانيا وربما في فلسطين عبر تركيا! 10. العلاقات الروسية الصينية تحتل موقعا استراتيجيا في تاريخها. لقاء أردوغان-رئيسي بوتين-جين بينغ. 11. وسيكون لذلك تأثير فوري على اليمن وسوريا وفلسطين ولبنان. 12. ستفقد ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية على إيران تأثيرها بسرعة. لقد كتبنا في وقت سابق أن روسيا والصين تقف إلى جانب طهران. 13. تركيا تقع الآن في قلب ثلاث لوحات إستراتيجية رئيسية. أولها في حوض البحر الأسود-بحر قزوين المتمركز في أوكرانيا وخط اليونان-البحر الأبيض المتوسط، خلف البلقان في أوروبا الشرقية. والثاني في جنوب القوقاز ، وتركيا ، وروسيا ، والصين ، وإيران ، وأذربيجان ، وجورجيا ، وأرمينيا ، بما في ذلك الجمهوريات التركية التي تقف إلى جانب أنقرة، (يجب أن يؤخذ في الاعتبار مكانها الجغرافي على الخريطة). ثالثا في الهند-باكستان -أفغانستان-إيران-العراق-سوريا-البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا مع شبه الجزيرة العربية نزولاً إلى اليمن.
أدركت أنقرة مبكرًا أنها ستصل إلى هذه المرحلة. وتمت التجهيزات وفقًا لذلك. كانت بعض قرارات مجلس الأمن القومي التركي متعلقة بهذا الأمر. مثال ذلك تعيين تركيا مؤخراً في 5 مارس/أذار الجاري سفيرا جديدا لدى الصين وهو الدكتور إسماعيل حقي موسى نائب سابق لوكيل الاستخبارات المسؤول عن الاستخبارات الخارجية. وهو أيضًا مؤسس قسم التحليل الاستراتيجي في الاستخبارات التركية. هناك أعباء ثقيلة سيتحملها . يجب أن يكون هذا التغيير مفهوما بشكل جيد!
انقرة التي تمتلك قوة استراتيجية في مثل هذه المساحة الجغرافية الكبيرة، تسير في طريقها لانتخابات حيوية بالتزامن مع الكارثة الكبرى والسؤال: من يمكنه إدارة هذه الجغرافيا؟
