قال مراد أوزيجين رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (التركي والهولندي) ورئيس مجلس إدارة مجموعة فييبا، أن وباء كورونا أظهر مدى خطورة الاعتماد في الاستيراد على بلد واحد وخصوصاً على اقتصادات البلدان المتطورة.
وأضاف "كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، ونتيجة للوضع الحالي، فإن تنويع البلدان الموردة في العديد من الدول سيتغير حيث ستبحث الدول المتقدمة في هذا الوقت عن مورّدين بديلين أكثر موثوقية وعلى مقربة من أوروبا، كتركيا مثلاً، وأعتقد أن الطلب على المنتجات التركية سيزداد تدريجياً".
وتحدث مراد أوزيجين، عن مستقبل العلاقات التجارية بين تركيا وهولندا والاستثمار وعن تأثير وباء كورونا على التجارة العالمية.
حيث نوه أوزيجين أن أنشطة التجارة العالمية توقفت بسبب التدابير المتخذة لمكافحة كورونا، مما أدى إلى انكماش الاقتصاد العالمي بسرعة، مشيرًا إلى أن العديد من البلدان المتقدمة تقدمت بطلب للحصول على مساعدة عامة من أجل الحفاظ على أنظمتها الاقتصادية.
وأشار أوزيجين إلى أن الدول تتحمل حاليًا هذه التكاليف، ولكن الوضع أصبح يزداد سوءاً وتراكمت الديون العامة على البلدان.
وعلى ذات الصعيد ذكر أوزيجين أن زيادة التعاون بين هذين البلدين يعني فرصًا جديدة لكلا البلدين، كما أوضح أنهم يحاولون تنمية وتطوير العلاقات التجارية من خلال خلق فرص عمل وتعاون جديدة بينهما.
وعلى صعيد آخر تعود العلاقة التجارية بين تركيا وهولندا إلى مئات السنين، وفي كل عام تظهر زيادة في حجم التجارة بين البلدين.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي، حققت تركيا في الأشهر الأربعة الأولى من 2020، صادرات لهولندا بقيمة 1.7 مليار دولار، وواردات بقيمة 1.2 مليار دولار.
وفي العام الماضي، حققت تركيا أعلى صادرات في تاريخ هولندا بنحو 5.8 مليار دولار، كما حققت واردات بقيمة 3.2 مليار دولار من هولندا. حيث بلغت الصادرات التركية إلى هولندا في 5 سنوات ما بين أعوام 2015 و2019؛ 22.2 مليار دولار، والواردات من هولندا إلى تركيا 16.6 مليار دولار.
وحسب بيانات البنك المركزي التركي، قامت هولندا بين 2002-2019، باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 25.5 مليار دولار.
وحسب الإحصائيات فقد قامت تركيا في آخر 18 سنة، باستثمارات خارجية مباشرة بقيمة 47.3 مليار دولار، وقد تم استثمار 13.8 مليار دولار منها في هولندا.
من جانبه أكد أوزيجين أن تركيا أظهرت ناجحاً باهراً في مجال الصحة، وخصوصاً في محاربتها لوباء كورونا، مشيراً أن الصحة في تركيا تستند على بنية تحتية قوية وحديثة للغاية، ولقد رأى ذلك العالم أجمع.
وذكر أوزيجين أن الاستثمارات الأخيرة في مجال الصحة ووحدات العناية المركزة والتنفيذ الفعال لبروتوكولات العلاج كان السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الشفاء من كورونا.
كما أشار إلى أن القطاع الخاص أظهر أيضاً موقفاً نموذجياً لدعم النظام الصحي.
وأوضح مراد أن نشاط وتطور تركيا في التكنولوجيا والبنية التحتية والتنظيم والموارد البشرية هو بالطبع عامل ثقة للمستثمرين الأجانب والرأي العام الأجنبي، حيث أن النظام الصحي ومجموعة خدمة رعاية المسنين في تركيا، هي محط الأنظار وعامل أساسي في تفضيل تركيا عن غيرها من الدول.
