|

مهنا الحبيل: تركيا "محور توازن اقليمي مهم" للمنطقة العربية

توثيق العلاقات الخليجة التركية يدعم أمن المنطقة كلها، بحسب الكاتب والباحث العربي و‏مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي باسطنبول

Ersin Çelik
13:02 - 5/10/2016 الأربعاء
تحديث: 10:05 - 5/10/2016 الأربعاء
الأناضول

قال مهنا الحبيل، الكاتب والباحث العربي ‏مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي باسطنبول، إن "العلاقات الخليجية التركية ستشهد تطوراً ملموساً الفترة المقبلة في ظل تشابك المصالح والقضايا التي تعاني منها المنطقة في السنوات الأخيرة."



جاء ذلك في حوار خاص أجراه معه مراسل الأناضول في الدوحة.



وفي بداية حديثه، تحدث الحبيل عن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا فأكد انه يمكن تسمية ما تمخض عنها "بميلاد الجمهورية الثالثة التركية أو تركيا الجديدة؛ بعد خسارة الانقلاب وانتصار الشرعية الدستورية في تركيا، تحديداً بعد ما خضع الجيش لأول مرة في تاريخ تركيا الحديث الي رئيس مدني منتخب."



وأشار إلى أن "دول الخليج أصبحت تتلقي هذه الرسالة بوضوح وتعترف بقوة تركيا الداخلية وتماسكها؛ وأصبحت المنظومة الخليجية تتعامل مع هذه العلاقة برسائل واضحة. وهذا يظهر في الزيارات المتعاقبة لتركيا من دول الخليج على رأسها زيارة الملك البحريني وزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف مؤخراً."



واعتبر الحبيل أن "زيارة (الامير نايف) اتسمت بانفتاح واضح بحسب المعلومات، ألغى فيها ولي العهد السعودي أي تحفظات على برنامج تفعيل الحلف الجديد مع أنقرة،كما أن "احتفاء الرئيس أردوغان شخصيا بالزيارة والكلمات التي صدرت منه في أكثر من موقف للزيارة، تؤكد أنه لا يزال يولي ملف العلاقات الخليجية، ومسألة تضامن القطبين الإسلاميين (تركيا الوسعودية) أهمية خاصة".



ونوه الحبيل أنه "من المهم هنا أن نذكر بالارتياح الخاص الذي ساد في السعودية من الموقف (التركي) - والذي اعتبر تضامنا مهما للغاية - إزاء قانون "جاستا" الذي يهدد بمصادرة كامل الأموال السعودية في البنوك الأمريكية، ويهيء لما بعده من تبعات تنهك الدولة السعودية لحساب العلاقات الغربية الإيرنية".



وحول العلاقات الخليجية التركية بوجه عام، قال الحبيل: "هناك العديد من الأمور المشتركة التي تجمع تركيا والخليج فمن منطلق المصالح؛ فهناك مصالح استراتيجية ومخاوف مشتركة تتعلق بالغرب ،وخاصة ملف الإيرانين وتحالف طهران مع المحور الروسي، وحربه الإرهابية على الشعب السوري؛ هذا بالإضافة إلى أن تركيا شعب شقيق ومسلم ويجمعه مع الخليج العربي مبدأ الأمة الواحدة"، كما أنه "لا يوجد مطلقا لتركيا أي قضية توظفها قوميا ولا طائفية مذهبية، كما هو واقع الحالة الإيرانية".



وشدد أن "الخليج العربي يفتقد إلى محور توازن إقليمي أمام الإيرانيين ومشروعهم الطائفي التوسعي؛ وهنا تركيا هي المحور الأهم في هذه الوضعية، وحضور تركيا هو ما يعزز التوازن الاقليمي للأمن القومي للخليج العربي".



وفي السياق، أوضح الجبيل رؤيته مفصلا: "الأمن القومي بالمنطقة العربية مهدد في الشرق، فهناك معركة وخطوط وتيارات كبري تصنع اليوم في مشروع موسكو، وكذلك في الغرب، والأتراك شركاء للعرب في مصالحهم"، متابعاً "ونؤكد كما هو دأبنا سابقاً، بأنه لا حرج من أن تكون هذه العلاقات والتوازنات مبنية على مصالح الأمن والسياسة والاقتصاد المتبادلة، بين الخليج العربي وتركيا".



واستشهد في هذا الصدد بالقضية اليمينية، مؤكداً أن "هناك مأزق في حرب اليمن وهو مؤلم للجميع ونحن لا نتمنى أن يستمر القتل في أي طرف من أطراف المجتمع اليمني، وفي هذا الإطار تركيا تمتلك خبرات وتجارب قد تساهم في دعم الموقف الخليجي في احتواء هذه الحرب والحصول علي مصالحة سياسية تُثبت حكومة الرئيس هادي وشرعيته في صنعاء باتفاق تدعمه أنقرة وربما بشراكة مع مسقط".



و"حتى الآن - يتابع الحبيل - واضح أن الحوثيين لا يوجد لديهم جهات تضغط عليهم، والأتراك لديهم القدرة في التعامل مع الإيرانيين بالضغط أو المساومة أو الترهيب للوصول الي حل في مسألة اليمن، بالتنسيق مع المحور العربي بقيادة السعودية".



منتقلا إلى ملف آخر مهم، أشار الحبيل إلى "صفقات التسلح الضخمة للخليج" موضحاً: "اليوم، تركيا تًعد أحد أسواق السلاح الناهضة الصاعدة التي يمكن الاستفادة منها، حتى من باب ألا نضع البيض في سلة واحدة، أي الغرب، الذي قد يغدر" يوما ما.



في المقابل، قال مهنا الحبيل أن "هناك رسالة مهمة يجب أن يدركها الطرف التركي: أن مسالة العلاقة مع الخليج ليست مسالة علاقات عامة بل هناك قضايا مشتركة يمكن أن تدعمها تركيا من منظور الوحدة، ومنظور الاحتواء، ومنظور الشرق الإسلامي المتوازن؛ ومنظور مصالح أمنها الاجتماعي و ليس الاقتصادي فقط".



وأشار إلى أن "تركيا بحاجة إلى احتضان الشرق المسلم أكثر، بعدما اتضح أنه هناك موقف انتهازي، معادي، نفعي من المحور الغربي ضد تركيا الذي لم يعترف بتثبيت قواعد الديموقراطية عدا عن حملته المستمرة لتشويه تركيا؛ وهذا أيضاً مؤشر على أن طريقة التفكير الغربي تستهدف الخليج العربي وتستهدف تركيا كذلك."



وبلهجة لا تنقصها الصراحة، قال الحبيل أن "أكبر عائق يواجه العلاقات التركية-الخليجية هو وجود توجه بالوطن العربي وبالذات في الخليج، ممانع لأي نوع من العلاقة مع تركيا، ومن الممكن أن يقبل بالتطبيع مع إيران ولا يقبل بالعلاقة مع تركيا، وقد يقبل بالتطبيع مع اسرائيل ولا يقبل بالعلاقة مع تركيا". ومن غير ان يحدد من يقف وراء هذا التوجه، حذر الحبيل أن "هذا النوع من التوجه في الوطن العربي، يؤثر على دول الخليج، وله قنوات اعلامية معبرة عن توجهه، ونتمنى أن يتم تجاوز خطابه كليا".



وحول الملف الايراني-التركي ودوره في العلاقات الخليجية الإيرانية قال الحبيل " الملف الإيراني موجود في العلاقات التركية الخليجية قطعاً، سواءً كان ذلك عبر منظور أن يكون هناك نوعُ من الوساطة تجريها تركيا مع الإيرانيين، أو القلق من النفوذ الإيراني وبالتالي وجود تركيا مهم كمحور توازن إقليمي ضروري للخليج".



ورأي أنه رغم وجود علاقات بين تركيا وإيران، إلا أنه في نفس الوقت "لا يزال هناك تنافس شرس بينها وبين الجمهورية الإيرانية، ووضح هذا الأمر بمعارضة الإيرانيين لتحالف تركيا مع الجيش السوري الحر ومواصلة التقدم في منطقة الشمال السوري، فلا يوجد طمأنينة بالمعني الواقعي في العلاقات بينهما، وانما يوجد خشية وقلق، وحتى الحملات الاعلامية لا تزال فاعلة في الصحافة الإيرانية ضد تركيا."





وحول سوريا، أشار الحبيل إلى أن "دخول تركيا لأول مرة سوريا من خلال درع الفرات يُعد مفسداً لمشاريع المحور الروسي ولتوافق المحور الأمريكي الإيراني في آن واحد؛ وذلك بعد وضوح التواطؤ الدولي ضد الثورة".



وفي السياق، أكد على أهمية "تكامل الدعم القطري والسعودي لدعم الجيش السوري الحر؛ وبالتالي يتحقق لتركيا الأمن الاستراتيجي على حدوده، ويتحقق للشعب السوري الخلاص من هذا النظام الإرهابي المستبد".



وختم الحبيل قائلاً: "أعتقد ان المهمة الكبرى لتركيا وقيادتها الأن هي ألّا تدخر جهدا في دعم وحدة الجيش السوري الحر مع الفصائل المعتدلة السورية الأخرى، يجب أن يكون هذا المشروع مشروعاً فاعلاً فهذا من مصلحتها ومصلحة الشعب السوري".








#----
٪d سنوات قبل