|

مذابح الأرمن المزعومة..بين الفرية الحاضرة والحقيقة الغائبة

أسئلة منطقية: - هل ما تزعمون من ارتكاب العثمانيين مجازر بحق الأرمن هي وليدة السنوات القليلة الماضية؟- لماذا سكتم طيلة عقود دون ان تتحدثوا عن "مذابح الأرمن"؟- أين كانت إنسانيتكم "المزعومة" حكاما وأفرادا عن الدفاع عن الأرمن؟الحقيقة الثابتة: - الدول والجهات التي تدعم مزاعم "مذابح الأرمن" فشلت حتى اليوم بإثبات مزاعمها بوثائق أرشيفية. - ثابت تاريخيا أن رعايا الدولة العثمانية من الأرمن وقفوا بطرق شتى بوجه دولتهم وساندوا الروس في حربهم ضدها، كما شكلوا "عصابات" ارتكبت مجازر ضد مدنيين من سكان مناطق الأناضول الخاضعين لسلطة الدولة العثمانية.- وجود الملايين من الأرمن يعيشون حتى اليوم في دول عدة من دول العالم، يؤكد يقينا ضعف حجة الذين يزعمون ارتكاب الدولة العثمانية "مذابح وجرائم إبادة ضد الأرمن"

10:38 - 27/04/2020 الإثنين
تحديث: 10:41 - 27/04/2020 الإثنين
الأناضول
مذابح الأرمن المزعومة..بين الفرية الحاضرة والحقيقة الغائبة
مذابح الأرمن المزعومة..بين الفرية الحاضرة والحقيقة الغائبة
بمناسبة أو من دونها، وبين كل انتصار تحرزه تركيا وتقدم آخر، تتعالى أصوات هنا وهناك تنبش في التاريخ لبث الروح في قضايا "شبه منسية" مضت عليها قرابة قرن من السنين وأكثر.

فلا الفاعل "المفترض" هو نفسه اليوم، ولا الموجود اليوم يقر أو يؤيد ما جرى في تلك الحقبة الزمنية الغابرة من سنوات الحرب العالمية الأولى التي لا يزال العالم يسترجع معاناة لم يسلم منها أحد من ملايين البشر من أعراق مختلفة وديانات شتى.

لكنّ أصواتا تحاول القفز على حقائق التاريخ وجهات لا همَّ لها سوى تصيّد العثرات والزلات، بل وفي أحيان كثيرة، اختلاق وقائع وأحداث لا صلة لها بالواقع من قريب أو بعيد، إنما هي محض خيالات كتّابها والجهات التي تمولهم مستهدفين تركيا وقياداتها.

وقبل أن نرد على تلك الحملات، نجد لزاما علينا أن نطرح السؤال على الذين يتصدرون حملة التشوية والإساءة إلى تركيا، إذا كانت الجرائم المنسوبة للعثمانيين بحق الأرمن حقيقية، فلم سكتم طيلة هذه العقود عن إبراز قضية مذابح الأرمن؟ هل كانت إنسانيتكم حكامًا وشعوبًا تجاه الأرمن في إجازة؟

وللرد على الحملة الواسعة التي تهدف إلى وضع الرأي العام العربي والعالمي في اطار معلوماتي "مشوّه" حول "مذابح الأرمن"، نضع بين أيديكم ومن خلال مرصد تفنيد الأكاذيب الحقائق التالية:

خلال الحرب العالمية الأولى، وفي سنة 1915 تحديدا، كانت هناك حرب تخوضها الدولة العثمانية، والثابت تاريخيا أن رعايا هذه الدولة من الأرمن وقفوا بطرق شتى بوجه دولتهم وساندوا الروس في حربهم ضدها.

شكّل الأرمن مجموعات مسلحة "عصابات" ارتكبت مجازر موثقة تاريخيا ضد سكان المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانية التي اكتفت بقرار تهجير افراد تلك العصابات للحيلولة دون وقوع مجازر أكبر نتيجة حرب أهلية متوقعة بين الأرمن الذين اصطفوا إلى جانب روسيا، وسكان الدولة العثمانية من المسلمين وغيرهم الذين يوالون دولتهم.

إن وجود الملايين من الأرمن يعيشون حتى اليوم في دول أوروبية وإفريقية وفي الولايات المتحدة والقوقاز وغيرها، يؤكد يقينا ضعف حجة الذين يزعمون ارتكاب الدولة العثمانية "مذابح وجرائم إبادة ضد الأرمن" بلغت نحو مليوني ضحية حسب بعض المتقولين.

هناك حقيقة مؤلمة في العالم المعاصر، وهي انتهاج سياسة الكيل بمكيالين بالتركيز على مزاعم "إبادة الأرمن" في ذات الوقت الذي يسود العالم صمت مطبق عن وقائع تاريخية لا تقبل الشك بإبادة لملايين العرب والمسلمين من قبل الدول المستعمرة، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من دول العالم المتوحش.

دعت تركيا دول العالم والباحثين والأكاديميين لزيارة مكتباتها الوطنية والاطلاع على أرشيف تاريخها الذي يحوي أكثر من مليون وثيقة تاريخية تتعلق بقضية الأرمن الذين تثبت الوثائق تورطهم بارتكاب مجازر ضد رعايا الدولة العثمانية في منطقة الأناضول.

من الحقائق التي يتجاهلها المغرضون، أن الأرمن كانوا يتحركون بدافع إقامة دولة أرمنية مستقلة، أي متمردة على الدولة العثمانية في ذلك الوقت حيث تعاونوا مع الروس ضد دولتهم في منطقة تواجدهم شرق الأناضول عبر متطوعين أرمن ومنشقين عن الجيش العثماني، وهؤلاء شكلوا وحدات عسكرية تُعرف بـ "عصابات الأرمن".

ودائما وفقا للوثائق التاريخية، عطلت الوحدات العسكرية، أو عصابات الأرمن، طرق الإمداد لقوات الجيش العثماني بالتعاون مع القوات الروسية.

بعد قيام الثورة البلشفية عام 1917، وانسحاب القوات الروسية من الحرب، أخلت روسيا مناطق سيطرتها وسلمتها لعصابات الأرمن مع كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات الروسية استخدمها الأرمن بارتكاب مجازر ضد المدنيين في الدولة العثمانية.

وثّق الأرشيف العثماني مقتل قرابة 47 ألف شخصاً، قتلوا في مجازر ارتكبتها العصابات الأرمنية شهدتها مدينة قارص أوائل القرن العشرين، وجمعت عصابات الأرمن 286 شخصا من الوجهاء في المسجد الكبير وسكبت على أجسادهم الزيت المغلي.

واكتشفت في قرية سوباط عام 1991م مقبرة جماعية يرقد فيها 570 عثمانيا ماتوا حرقا وتم التمثيل بجثثهم، واكتشفت أخرى في درجيك عام 2003م، وثالثة في "كوتشوك تشاتمه"، وعثر على رفات 30 شخصا من عدد 183 قتلوا في ذات المكان.

واستنادًا إلى وثيقة أرشيفية، هناك 185 مقبرة جماعية في مناطق شرق وجنوب شرقي الأناضول، كما أن العصابات الأرمينية قتلت 50 ألف مسلم في أرضروم، و15 ألفًا في "وان"، و17 ألفًا في "قارص"، و15 ألفًا في "إغدير"، و13 ألفًا في "أرزنجان"، والآلاف في مناطق أخرى.

ومن المعروف أن جمعيتيّ "الهانشاك" و"الطاشناق" التابعتين للأرمن، قامت عناصرهما بأعمال إرهابية شملت تفجيرات في إسطنبول ومحاولة فاشلة لاغتيال السلطان العثماني.

وكانت السلطات العثمانية قد خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجرين، لكن ظروف الحرب والاقتتال الداخلي وقطاع الطرق والجوع والأوبئة، لم تحل بين عدد ضخم منهم والتعرض للموت.

وقطعًا حدثت انتهاكات فردية ضد الأرمن، وقامت الحكومة العثمانية بإعدام المتورطين فيها رغم أن الحرب كانت قائمة ولم تخمد بعد.

في الحقيقة:

تركيا لا تخشى شيئا في مواجهة تلك المزاعم فقد عرضت القيادة التركية أمام أرمينيا وكل دول العالم أن تفتح لهم الأرشيف العثماني الذي يحتوي على مليون وثيقة، للوقوف على الحقيقة.

وفي نفس الوقت تطالب تركيا الأرمن بتقديم ما لديهم من وثائق تثبت تورط الأتراك بارتكاب جرائم إبادة، وهو ما لم يفعله الأرمن إلى الآن، وهو ما يعطي الثقة للشعب التركي في قياداته، وللشعوب المحبة لتركيا أيضًا.

يشار إلى أن تركيا ترفض الاتهامات الغربية المتكررة لها بممارسة الإبادة، وتطالب بالقيام بأبحاث موضوعية حول أحداث 1915 تعتمد على باحثين مختصين ووثائق وأرشيفات.

إن الأرمن والأتراك ماتوا نتيجة للحرب العالمية الأولى، وإن القتلى بمئات الآلاف هذه هي الحقيقة كما هي.

ويبقى القول: ان الدول والجهات التي تدعم مزاعم "مذابح الأرمن" فشلت حتى اليوم بإثبات مزاعمها بوثائق أرشيفية.
#مذبحة الأرمن
#مرصد تفنيد الأكاذيب
٪d سنوات قبل