|

"الحمام الجديد".. صرح عثماني يعود للحياة من جديد في لبنان

- "الحمام الجديد" جرى إنشائه في مدينة صيدا جنوبي لبنان، خلال فترة الحكم العثماني للبلاد.- الحمام أعيد تأهيله وافتتح كمتحف، بعد أكثر من 70 عاما على إغلاقه.- تم تشييده من قبل مصطفى حمود (أحد أعيان المدينة) عام 1720، حيث كان آخر وأكبر الحمامات المشيدة في صيدا، وثاني أكبر حمام بالبلاد.- يعد الحمام أحد الشواهد العمرانية على العهد العثماني في لبنان.

09:54 - 25/12/2020 Cuma
تحديث: 10:04 - 25/12/2020 Cuma
الأناضول
"الحمام الجديد".. صرح عثماني يعود للحياة من جديد في لبنان
"الحمام الجديد".. صرح عثماني يعود للحياة من جديد في لبنان

كثيرة هي الشواهد العمرانية على العهد العثماني في لبنان، ومن بينها الحمامات التركية التي أنشأت في تلك الحقبة خصوصا بالعاصمة بيروت وطرابلس (شمال) وصيدا (جنوب).

وبينما لا يزال عدد من تلك الحمامات يستقبل الناس حتى اليوم، كان أحد أبرزها وأكبرها، منسي بين أزقة مدينة صيدا القديمة، حتى الأمس القريب.

إنه "الحمام الجديد"، هكذا سُمي حينما تم تشييده من قبل مصطفى حمود (أحد أعيان المدينة) عام 1720، حيث كان آخر وأكبر الحمامات المشيدة في صيدا، وثاني أكبر حمام بالبلاد (أكبرها يقع في طرابلس).

بقي الحمام مفتوحا حتى آواخر الأربعينيات من القرن الماضي، ثم جرى إغلاقه نتيجة صعوبات (اقتصادية ولوجستية) في تشغيله.

ومنذ وقتها دخل الحمام مرحلة الإهمال والنسيان، وبقي مقفلا أكثر من 70 عاما، إلى أن عاد اليوم ينبض بالحياة من جديد، بعد تأهيله وافتتاحه أمام الناس كمتحف تراثي ومعرض يروي تاريخ المدينة.

ومن الشواهد العمرانية في لبنان، التي أنشأت في عهد الدولة العثمانية ولا تزال حتى اليوم، توجد أبنية سكنية وحكومية، مدارس، محطات قطار، أسواق شعبية، مساجد وكنائس، حدائق عامة، وغيرها.

واستمر الحكم العثماني في لبنان، لأكثر من 4 قرون، حيث امتد بين الأعوام (1516-1918).

- المحافظة على القيمة التاريخية

وفي حديث للأناضول، قال عالم الآثار، عمر حيدر، "عملنا بصدق وشغف لنحافظ على الحقبة التاريخية التي يعود إليها الحمام ويبقى كما كان منذ 300 عام".

وأضاف العالم بمؤسسة "شرقي للإنماء والابتكار الثقافي" (خاصة)، التي قامت بإعادة تأهيل الحمام، "لم نقم بترميمه لأن حالته المعمارية جيدة جدا، إنما قمنا بإعادة تأهيله وإظهار معالمه، وحافظنا على قيمته التاريخية بكل تفاصيلها".

وقام مراسل الأناضول، بجولة داخل "الحمام الجديد"، حيث يظهر التصميم الإنشائي العثماني جليا في التفاصيل، ولا تخلو زاوية فيه من الزخارف والنقوش الهندسية.

ويتألف الحمام من قاعة استقبال تتوسطها نافورة مياه رخامية، ويحيط بها مصطبات للانتظار تؤدي إلى ثماني غرف كانت مخصصة للاستحمام.

وتتكون تلك الغرف من قباب مرصعة بالزجاج الملون، تُشكل نظام إضاءة طبيعي.

والحمام يعد الأحدث بين حمامات المدينة والأكثر زخرفة وتزيينا في الجدران والأرضيات، حيث شكل مكانا تلتقي فيه مجتمعات متعددة الأعراق والأديان.

- أبناء صيدا يستذكرون تاريخ الحمام

عبد الرحمن حسن بديع (87 عاما)، هو أحد أبناء صيدا الذين عاد بهم الزمن إلى الوراء عندما رأوا باب الحمام مفتوحا من جديد.

وقال عبد الرحمن، للأناضول، أثناء وجوده بأحد أزقة صيدا المحيطة بالحمام، إنه "عندما كان يبلغ من العمر 6 سنوات، كانت والدته تصحبه وإخوته معها الى الحمام صباحا".

ولفت إلى أن الحمام كان يستقبل النساء مع أطفالهن (الذكور تحت سن السابعة) من الصباح حتى العصر، وبعد العصر يصبح الحمام مخصصا للرجال.

وأردف: "كان أجمل حمام بالسوق، مع العلم أنه كان هناك حمامات أخرى في السوق، لكنه الأجمل".

وكانت مدينة صيدا تضم 7 حمامات في عهد الدولة العثمانية، بعضها لا يزال يعمل حتى اليوم بنفس الوظيفة التي أُنشئ لأجلها كـ"حمام الورد" و"حمام الشيخ".

وإضافةً إلى الاستحمام، تعد الحمامات التركية، مقصدا لطالبي علاج أوجاع الظهر بواسطة البخار والمياه الساخنة، كما كانت ملتقى اجتماعيا، وأيضا يقصدها العرسان استعدادا لزفافهم.

- معرض يجمع بين التاريخ والفن والتراث

وذكر رئيس "مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي"، سعيد باشو، للأناضول، أن "حمام الجديد هو حمام تركي عثماني تأسس قبل 300 عاما".

وأشار باشو، إلى أنه آخر حمام تأسس في صيدا لذلك سمي بـ"الحمام الجديد".

وأضاف أن "أهمية الحمام تكمن في أنه أكبر حمام في صيدا وثاني أكبر حمام في لبنان ومن أجملها".

وأوضح أن الحمام بقي مقفلا أكثر من 70 عاما، وهو ما جعله محفوظا كما تركه الأجداد بأهميته التاريخية وعناصره الأصلية الموجودة فيه من الناحية الفنية والمعمارية.

ومنذ أسبوعين يشهد الحمام معرضا للفنان البريطاني العالمي "توم يونغ" يضم 70 لوحة تروي تاريخ "الحمام الجديد"، وأعرافه وتقاليده، كما ضم لوحات تحكي عن تاريخ مدينة صيدا.

وفي إحدى غرف الحمام، يُعرض بشكل متواصل فيلم وثائقي عن تاريخ الحمام ويستعرض شهادات مواطنين عاصروه.

وأفاد باشو، بأن هذه "فسحة إيجابية ظهرت في ظل الأزمات المتتالية (اقتصادية وسياسية) التي يمر بها لبنان".

ولفت إلى أن المعرض يشهد إقبالا لافتا من داخل وخارج المدينة، حيث سيستمر حتى نهاية عام 2020.

وأوضح أنه بعد ذلك، سيبقى الحمام مفتوحا كموقع تراثي وثقافي يقصده السياح في أي وقت.

#الحمام الجديد
#العهد العثماني
#المعمار
#بيروت
#تاريخ
#تركيا
#صيدا
#طرابلس
#لبنان
3 yıl önce