|

سفن الخشب.. تراث قطري متجدد

- صناعة السفن الخشبية إرث حضاري اعتمد عليه الأجداد في كسب أرزاقهم قبل ظهور النفط والغاز..- تتعدى استخداماتها الحفاظ على الثقافة والتراث إلى الفوائد التجارية والرياضات البحرية على طول السواحل القطرية..- "البتيل" من أوائل السفن التي استخدمها مواطنو الخليج العربي في رحلات جمع اللؤلؤ..

09:26 - 18/08/2022 Perşembe
تحديث: 09:41 - 18/08/2022 Perşembe
الأناضول
سفن الخشب.. تراث قطري متجدد
سفن الخشب.. تراث قطري متجدد

تواصِل سفن الخشب مهمتها القديمة في المياه القطرية، جاذبة أعين السياح للتاريخ المتجدد.

ورغم تطور الصناعة الآلية في العصر الحديث، تستمر صناعة السفن التراثية في قطر بالاعتماد على العمالة اليدوية الماهرة، في تقليد يحقق الأصالة والإبهار ويمتد بجذوره التاريخية لإرث الأجداد.

زار مراسل الأناضول الخلجان والموانئ التي ترسو فيها سفن تراثية تنطلق عبرها جولات بحرية تستقطب السيّاح من كل أنحاء العالم، للتعرف عن قرب على مشهد حضاري لم تهمله الأجيال الجديدة في تاسع أغنى دول العالم دخلا وفقا لشركة "ماكنزي آند كومباني".

اهتمام

للحفاظ على الموروث الحضاري المحلي، أولت قطر اهتماما خاصا بصناعة السفن والقوارب الخشبية التي كانت موردا رئيسيا لكسب عيش المواطنين لفترات طويلة، حين كان صيد اللؤلؤ الحرفة الطاغية في دول الخليج الساحلية قبل عصر النفط والغاز.

ويظهر دعم الدولة لهذه الصناعة المحلية من خلال توفير مساعدات عينية سنوية لملاك السفن الخشبية الخاصة، بجانب دعم ورش الصيانة في الموانئ.

اصبح بناء السفن التراثية العادية والعملاقة مشروعا مهما ضمن أجندة الحكومة القطرية لتعزيز المشهد السياحي، حيث قامت بدعم ورش تحاكي تصنيع السفن التراثية التي قامت بدور محوري في تاريخ البلد، بجانب صيانة القديم منها ليكون صالحا للإبحار.

ولتلبية طلب المواطنين على امتلاك السفن التراثية، قامت السلطات المحلية بزيادة أعداد المواقف المخصصة لرسو السفن وإقامة مركز متكامل لصيانتها بمنطقة الرويس ليكون بمثابة دعم لمراكز أخرى في الوكرة والخور مهمتها تعزيز الخدمات المقدمة للصيادين وملاك السفن.

تصنيع

لا تقتصر صناعة مراكب الخشب في قطر على إبراز الجوانب التاريخية والثقافية فقط، بل تمتد للجوانب التجارية والرياضات البحرية، بالاستفادة من حدود بحرية تمتد على طول سواحلها باستثناء الحدود البرية مع السعودية.

تسعى الورش المتخصصة في صناعة وصيانة السفن الخشبية جاهدة إلى الإبقاء على الهوية التاريخية خلال عمليات التجديد، خاصة فيما يتعلق بسفن مثل "الجلبوت" و"السنبوك" و"الشوعي" التي تشتهر بها قطر عن بقية بلدان الخليج العربي.

تُجلب الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن التراثية من الهند، وتتميز بارتفاع أثمانها وقدرتها على الصمود أمام ملوحة البحر لعشرات السنوات.

تحرص ورش التصنيع على عدم استخدام مواد "الفيبرجلاس" والتركيز الكامل على الخشب لصناعة منتجات صديقة للبيئة، فضلا عن الاعتماد على زيوت الأسماك والمسامير وألياف القطن الطبيعي في تركيب الألواح الخشبية.

أنواع

تعود مهنة صناعة السفن الخشبية إلى تاريخ ضارب في القدم، وتحمل أسماء مختلفة منها "البقارة" و"الجالبوت" و"البتيل" و"السمبوك" و"الشوعي" الذي لا يزال يستخدم حتى الآن في رحلات الصيد والتجارة.

وتتنوع أنواع سفن التراث القطرية وأحجامها حسب الاستخدام والغرض، فهناك "البقارة" التي تتميز بمقدمة مشرعة للأعلى مع نهاية مدببة ودقيقة.

أما "البوم" فهي سفينة من الحجم الكبير يبلغ أكبر وزن لها 400 طن وأطوالها قد تصل إلى 140 قدما وتستخدم في أغراض التجارة والنقل والسفر.

وتصمّم سفن "الجالبوت" خصيصا لصيد وتجارة اللؤلؤ، إضافة إلى "البتيل" التي تعد من أوائل السفن التي استخدمها مواطنو الخليج العربي في رحلات جمع اللؤلؤ، نظرا لحجمها الصغير الذي يكسبها سرعة في الحركة.

ولا يزال الصيادون يستخدمون سفن "الشوعي" في أغراض الصيد والتجارة، فضلا عن سفن أخرى مثل "السمبوك" التي تشتهر بسرعتها وسهولة استخدامها.

#الدوحة
#سفن الخشب
#قطر
2 yıl önce