"الكِمَة".. زي عماني بزخارف متفردة خليجيا

الزائر لسلطنة عمان، قد يستغرب أن غالبية المواطنين يرتدون زيًّا شبه موحّد، قوامه جلبابٌ أبيض وغطاء للرأس تتنوع ألوانهما حسب الشخص والمناسبة التي يلبسه من أجلها.

يطلق على غطاء الرأس العماني "الكِمة" أو "القحفية"، وتعدّ من أساسيات لباس العمانيين لدى خروجهم من البيت، إذ يندر أن يسير المرء في الشوارع والمراكز التجارية والمساجد والمدارس والمصالح الحكومية، دون رؤية الكمة البيضاء المطرّزة ببعض الألوان تغطي هامات الرجال.

** أساسية في الزي العماني

تعتبر الكمة، إلى جانب الدشداشة والخنجر، تعبيرًا عن التقاليد العمانية الأصيلة وأنماط الحياة التي يفتخر بها المواطنون في هذا البلد الخليجي، على الرغم مما شهدته صناعة الملابس والأزياء من تطوّر على مستوى الخليج والعالم.

وتُعد الكمة والمِصَرّ الذي يلفّها من الملامح المُميِّزة للمجتمع العماني الذي يتفرد بها عن بقية دول الخليج.

وتتميز الكِمة العمانية كغطاء للرأس عند الرجال، بخلاف الدول الخليجية الأخرى التي تستخدم الغطرة والعقال، خاصة في قطر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت.

تطريزات بألوان جمالية

تتخذ الطاقية العمانية شكلاً دائريًا وتكون مطرّزة بخيوط قطنية أو حريرية، يلبسها الرجال والأطفال، وتعدّ من مكمّلات الزيّ العُماني، إذ تتباين مقاساتها وأحجامها بحسب محيط رأس لابسها، وتتعدّد ألوانها بحسب ذوقه.

في أغلب الأحيان تقوم خياطةً بحياكة الكِمة يدويًا بالإبر، وتتكوّن من قطعتين: قطعة علوية تسمّى القاعة، وقطعة أخرى تطوّقها تسمى الدور.

وتُزيّن الكمة بالرسومات والزخارف المطلوبة على قطع القماش البيضاء، ثم تُصنع ثقوب صغيرة تحدّد خطوط الزخرفة.

في السلطنة، تترافق الكمة مع المِصَرّ الذي يُلف فوقها، ويصنع من الصوف ويُزيّن بالألوان أيضًا، ويعتبر ارتداؤه شبه واجب أثناء العمل الرسمي والمناسبات الخاصة والعامة، وبالأخص في الدواوين الحكومية.

مواصفات قياسية لحماية صناعتها

لشدة اعتزاز العمانيين بالكِمة باعتبارها عنصرًا أصيلًا في المجتمع والثقافة الخاصة بهم، وأيضًا لحماية صناعتها، صدر قرارٌ حكومي باعتبار المواصفة القياسية الخاصة بالكمة العمانية مواصفة ملزِمة، مع توضيحات يجب الالتزام بها عند صناعتها.

أما بالنسبة للون الكمة فيحدّدها كلّ شخص حسب مزاجه، غير أن كبار السنّ يفضّلون في الغالب اللون الأبيض.

حرفة يدوية

تشكل صناعة الكمة جزءًا ولو يسيرًا من النشاط الاقتصاديّ العمانيّ، فهي من الصناعات التراثية التي ما تزال نشطة في عدد من محافظات وولايات السلطنة، ومن أشهرها منطقة قريات، حيث تشتغل نساؤها بحرفة خياطة الكمة حتى الآن.

وفي هذا الإطار، تواجه صناعة الكمة العمانية منافسةً كبيرة من الكمة المصنوعة في دول شرق آسيا وتحديدًا الفلبين والصين، التي تنتج غطاء الرأس العماني بكميات كبيرة وبأسعار رخيصة، لكنها تظلّ دون مستوى الجودة التي اعتاد عليها العمانيون، بعكس الكمة اليدوية التي ما تزال تحظى باحترام ومكانة عالية بين الكثيرين.

جدير بالذكر أن استاد الثمامة، أحد ملاعب بطولة كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، استُوحيَ تصميمه من القحفية، تأكيدًا على الاعتزاز بالهوية والإرث الإنساني في منطقة الخليج.