|

مدير الصليب الأحمر: نحن شهود عيان على تضرر المجتمعات الهشة من تغير المناخ

** المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني في مقابلة مع الأناضول:- المتضررون من النزاعات المسلحة الأشد ضعفاً والأقل استعداداً للتأقلم مع آثار تغيرات المناخ- اجتماع مخاطر المناخ والنزاعات يهدد أرواح الناس ويزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي والمائي- فرقنا الميدانية في إفريقيا رأت كيف أُجبِر السكان على إعادة تشكيل حياتهم جراء أضرار تغير المناخ- اقترحنا في مؤتمر المناخ خطوات ملموسة لسد الفجوة المالية ووصول المساعدات للمجتمعات المتضررة- على العاملين في المجال الإنساني أن يكونوا قدوة في الحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة- يجب أن نتكاتف ونعمل بشكل جماعي للوفاء بالتزاماتنا بدعم المتضررين من تغير المناخ- ساعدنا العديد من المزارعين والرعاة في إفريقيا على مواجهة تقلبات المناخ المتزايدة

13:34 - 16/11/2022 الأربعاء
تحديث: 13:36 - 16/11/2022 الأربعاء
الأناضول
مدير الصليب الأحمر: نحن شهود عيان على تضرر المجتمعات الهشة من تغير المناخ
مدير الصليب الأحمر: نحن شهود عيان على تضرر المجتمعات الهشة من تغير المناخ

قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، إن اللجنة وشركاءها بالحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال شاهد عيان على تضرر المجتمعات الهشة من تغير المناخ.

وأضاف مارديني في مقابلة مع الأناضول، أنهم "استطاعوا أن يشهدوا بأنفسهم حجم التأثير السلبي لتغير المناخ على تفاقم حالة الضعف عند المجتمعات الهشة".

وأردف: "الانعكاسات السلبية لأزمة المناخ لا تحس آثارها بصفة متساوية بين مختلف أنحاء العالم وكل السياقات، للأسف الدول التي تعيش أزمات وحروب تعاني من أثر مضاعف للأزمة المناخية".

وتابع: "نرى عبر فرقنا العاملة في الميدان أن المتضررين من النزاعات المسلحة هم الفئات الأشد ضعفاً والأقل استعداداً للتأقلم مع آثار التغيرات المناخية، بسبب تدمير النزاعات للبنى التحتية وتردي الخدمات وتدهور الوضع الاقتصادي والبيئي للمجتمعات المحلية".

وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اجتماعات قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ المصرية، بإلقاء الضوء على المخاطر المتضاعفة التي باتت تصيب المجتمعات الهشة.

** مظاهر تضرر المجتمعات الهشة

وقال المدير العام للجنة الدولية، إن "السكان المحليين في المجتمعات الهشة يخبرونهم باستمرار عن التغيرات المناخية الهائلة التي لاحظوها في بلدانهم".

وأضاف: "الحياة اليومية لهذه المجتمعات تزداد قسوة جراء عنف النزاعات والتغيرات المناخية، وبات هؤلاء الناس عاجزين عن إدراك ما يجري في بيئتهم، ولم يعودوا يقرؤون الطقس كما اعتادوا، فهم بلا حول ولا قوة في وجه التغيرات المناخية".

وأكد مارديني أن "التغيرات المناخية تجبر الناس على إعادة تشكيل حياتهم" قائلا: "سمعنا ذلك من رعاة الماشية في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، وهم يصفون لنا كيف خسروا الماشية وأجبروا على تغيير أسلوب حياتهم، والعمل في مجال الرعي في هذه المناطق ليس مجرد مهنة فهو نشاط ممتزج بصميم هوية الناس وأسرهم".

وتابع: "في إفريقيا الوسطى، سمعنا قصصا حزينة من السكان الذين اضطروا لترك بيوتهم على نهر أوبانغي وخسروا ممتلكاتهم ودمرت زراعتهم وماتت مواشيهم بسبب الفيضانات التي باتت متكررة وتتزايد حدتها".

ورغم هشاشة هذه المجتمعات وصعوبة ما تواجهه قال مارديني: "ما تمر به هذه المجتمعات من محن لا يحتل مرتبة مرتفعة على جدول أعمال مؤتمر المناخ العالمي، فهذه المجتمعات لا تزال ضمن أكثر الفئات المهملة فيما يتعلق بالعمل المناخي والتمويل المخصص له".

وذكر أن السبب الأساسي لحضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمؤتمر قمة المناخ هو "التنبيه إلى العواقب الإنسانية لمخاطر المناخ والتدهور البيئي على الأشخاص والمجتمعات الهشة والدعوة لتقديم المساعدة اللازمة للدول المتضررة".

وأضاف: "بالأمس شاركنا في حدث لمناقشة كيفية تمكين المجتمعات المتأثرة من الوصول إلى تمويل المناخ، ونشرت اللجنة الدولية حديثاً ورقة عن التمويل المناخي تقترح خطوات ملموسة تساعد على سد هذه الفجوة حتى تصل المساعدات للمجتمعات الأشد ضعفاً".

** جهود إنسانية لمواجهة مخاطر المناخ

وحول استجابة الصليب الأحمر للمخاطر التي تواجه المجتمعات الهشة بسبب التغيرات المناخية، شدد مارديني على أن "اجتماع مخاطر المناخ والنزاعات يهدد أرواح الناس في المجتمعات الضعيفة وصحتهم ويزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي والمائي".

وقال: "نحن كجهة عاملة في المجال الإنساني على الأرض علينا تغيير طريقة عملنا، فنحن ندرك أن هذه التحديات تحتاج إجراءات وقائية على المدى البعيد تعزز قدرات الناس على التأقلم على مخاطر المناخ".

وتابع مارديني: "نحن مثلا نساعد العديد من المزارعين والرعاة في دول إفريقية عديدة على مواجهة التقلبات المتزايدة في مواسم هطول الأمطار وفترات الشح المائي عبر دعم نظم الري والمساعدة في توفير البذور الأعلاف وتخزينها".

وأضاف: "في مالي عملنا بالتعاون مع إدارة الأرصاد الجوية على توفير معلومات موثوقة عن المناخ والطقس لتصل للمحتاجين لهذه البيانات وهم يشكلون 80 بالمئة من السكان، حيث يعتمد هؤلاء على الزراعة والري المطري".

وأردف: "وفي إفريقيا الوسطى تجف الآبار الضحلة بشكل متزايد في مواسم الشح المائي، فساعدنا السكان المحليين بحفر آبار تصل للطبقات العمية من الأرض".

وزاد مارديني: "في العراق حيث تعاني الدولة من الإجهاد المائي، عملنا على توفير شبكات ضخ وإعادة إصلاح شبكات المياه لتخفيف إنهاك الموارد، ونسعى إلى توفير حلول تتضمن تقليل فقد المياه بدلا من استهلاك المزيد منها".

** دعوة للتكاتف والالتزام

ودعا المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "اعتماد نهج متكامل ومتجدد يتأقلم مع التغير المناخي" لتحقيق فعالية جهود مساعدة المجتمعات الهشة لتجاوز تحديات مخاطر المناخ.

وقال إن "الاستجابات الدولية التي يمكن أن تساعد المجتمعات المحلية على التكيف مع مخاطر المناخ تتجاوز في الغالب ما يمكن أن تقدمه الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني".

وأضاف: "نحن أيضا نعمل على تحفيز العمل المناخي الجماعي من خلال تحفيز مبادرات مثل ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية، حيث وقعت عليه أكثر من 300 منظمة حول العالم حتى الآن، ويحظى بدعم دول مثل سويسرا وأمريكا والنرويج".

وذكر مارديني في هذا الخصوص، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر "تتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين والمجتمعات المحلية والباحثين والدول الفاعلة في مجال التغيرات المناخية، للدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة في مجال التغيرات المناخية، واستكشاف الممارسات والحلول التي تنجح مع المجتمعات الهشة وكيفية تحفيز تمويل المناخ".

وأشار إلى "ضرورة التكاتف للتصدي للمخاطر التي تواجه المجتمعات الهشة"، وقال: "حتى نضمن وصول المساعدات للأماكن الصعبة التي تعاني من النزاع والعنف علينا أن نتعلم من الآخرين وندعم بعضنا".

وطالب المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر المنظمات الإنسانية "بدور فاعل في تقليل انبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري".

وقال: "تهدف اللجنة الدولية أن تكون قدوة يحتذي بها الآخرون من خلال الالتزام بخفض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50 بالمئة على الأقل بحلول عام 2030 بالمقارنة بمستويات عام 2016".

وختم مارديني بالقول: "يجب أن نعمل بشكل جماعي للوفاء بالتزاماتنا بدعم الفئات الهشة المتضررة من تغير المناخ، حتى تتأقلم مع التغيرات التي طرأت على حياتها، ولن نسمح باستبعاد الكثير من الناس من هذه القضية".

#الصليب الأحمر
#تغير المناخ
#مصر
1 عام قبل