|

طلاب صم يبثّون الحياة في النحاس بمطارق لا يسمعون صوتها

Ersin Çelik
11:07 - 24/01/2019 الخميس
تحديث: 11:08 - 24/01/2019 الخميس
الأناضول
​
طلاب صم يبثّون الحياة في النحاس بمطارق لا يسمعون صوتها

​
​ طلاب صم يبثّون الحياة في النحاس بمطارق لا يسمعون صوتها ​

برع طلاب صم في ولاية إلازيغ، شرقي تركيا، في نقش لوحات على قطع النحاس، بمطارق لا يسمعون صوتها.

وأقبل الطلاب الأتراك على تعلّم هذا الفن في ثانوية مهنية خاصة بالولاية، إلى جانب تعليمهم الأساسي، وذلك بغية اكتساب مهنة والمساهمة في الإنتاج.

وإلى جانب النقش على النحاس، يقوم الطلاب في الورش المهنية، ضمن ثانويتهم، بتعلّم فنون أخرى على يد معلمتهم، مثل النقش على الخشب والسيراميك، وغيرها من الفنون اليدوية.

كما يستهدف الطلاب، من خلال ممارستهم هذا الفن، إحياء فن النقش على النحاس، الذي أوشك على الزوال.


ويقوم الطلاب بنقش اللوحات والرسوم المطلوبة منهم، على النحاس من خلال الضرب عليها بالمطرقة التي لا يسمعون صوتها أصلاً.

وبعد الانتهاء من اللوحة، يقوم الطلاب بعرضها في معارض مختلفة سنوياً، لينالوا إعجاب الزوار.

وفي حديثه للأناضول، قال مدير الثانوية أنغين يلماز، إن المدرسة تضم 84 طالباً، 64 منهم يبيتون في السكن الداخلي للمدرسة.

وأضاف أن الصم من طلاب المدرسة، يقبلون على تعلم فن النقش على النحاس، إلى جانب تعليمهم الأساسي، وذلك بغرض اكتساب مهنة وفن جديد، والمساهمة في الإنتاج.

وأوضح أن غاية إدارة المدرسة من تلك الدورة، هي إكساب الطلاب الصم للمجتمع، وزيادة مشاركتهم في الحياة الاجتماعية، وتطوير مهاراتهم اليدوية.

وذكر "يلماز" أن رؤية المدرسة في هذا الصدد، تتمثل في عدم وجود فرد لا يمكن الاستفادة منه في المجتمع، بل يمكن الاستفادة من جميع أفراد المجتمع، بأشكال وفي مجالات مختلفة.

وأضاف: "انطلاقاً من هذه الرؤية، نعمل على تعليم أبنائنا الطلبة وتحضيرهم للمرحلة الجامعية".

وذكر مدير المدرسة أن الطلاب يرغبون بشكل خاص في تعلم فن النقش على النحاس الذي أوشك على الزوال، مبيناً أنهم يمارسونها بشغف عال.

وتابع قائلاً: "ينجح طلابنا من الصم في نقش لوحات جميلة من النحاس، عبر المطرقة التي لا يسمعون صوتها، ومهاراتهم في ذلك لا تقل عن مهارات الطلاب العاديين. وهذا الأمر يجعلهم يشعرون بالفخر لإنجازهم عمل كهذا."

وأشار "يلماز" إلى بذل معلمي المدرسة جهداً كبيراً لتعليم هذا الفن للطلاب الصم.

من جهتها، قالت عائشة توركار أيقاتش، إحدى معلمات الفنون اليدوية في المدرسة، إنها تواصل منذ 7 سنوات تعليم طلابها فن النقش على النحاس.

وأضافت أن فن النقش على النحاس صعب للغاية ويتطلب المزيد من الخبرة والجهد، لافتة إلى أن الطلاب يبذلون جهداً كبيراً كي يستطيعوا نقش لوحات معينة، وذلك بعد عامين من بدء تعلمهم هذا الفن.

وأعربت المعلمة التركية عن إعجابها باللوحات النحاسية التي ينقشها الطلاب الصم، مبينة أن السبب في ذلك هو حبهم لعملهم وشغفهم به.

بدورها، قالت سيملا دنيز، إحدى الطالبات اللواتي تمارسن فن النقش على النحاس، إنها بدأت بتعلم هذا الفن قبل عامين، ونجحت منذ ذلك الوقت في نقش العديد من اللوحات.

وأوضحت، من خلال معلمتها التي تجيد لغة الإشارة، أنها تقضي وقتاً ممتعاً خلال ممارسة هذا الفن.

#الحياة
٪d سنوات قبل