|

السوق المسقوف بإسطنبول.. التاريخ والثقافة والتجارة في مكان واحد

أسسه محمد الفاتح قبل أكثر من 500 عام يتميز بأزقته المسقوفة التي تقي حر الصيف ومطر الشتاء 4 آلاف متجر لبيع المنتجات التقليدية التركية يضم 65 زقاقًا و22 بابًا، و14 خانًا بمساحة 110 آلاف متر زاد الاهتمام به عقب ظهوره بفيلم لجيمس بوند

10:58 - 11/07/2019 Perşembe
تحديث: 11:03 - 11/07/2019 Perşembe
الأناضول
السوق المسقوف بإسطنبول.. التاريخ والثقافة والتجارة في مكان واحد
السوق المسقوف بإسطنبول.. التاريخ والثقافة والتجارة في مكان واحد
أكثر من 500 عام مضت على تشييد سوق بيازيد المسقوف بإسطنبول، فهو أحد أقدم مراكز التجارة والتسوق في العالم، ويضم أكثر من 4 آلاف متجر، أهلته ليصبح قبلة السائحين.

فالسوق، هو محطة مهمة لكل قافلة سياحية، أو زائر لإسطنبول، وفيه ما يختصر تركيا من منتجات، وتلاقي الأسواق.

يتميز بأزقته المسقوفة، التي تقي حر الصيف، ومطر الشتاء، ففيه 65 زقاقًا، و22 بابًا، و14 خانًا، على مساحة تتجاوز 110 آلاف متر مربع.

وترتصف الدكاكين متجاورة لبيع المنتجات التقليدية التركية، من الملابس المتنوعة والنحاسيات، والصحون والفضيات المتنوعة، وهي مركز مهم لتجارة الذهب، ويمتزج التسوق بعبق التاريخ.

كما تتميز الأسواق بتقديمها الخدمات المتناسبة مع كافة الأسعار والمقتضيات الضرورية، فمن الصعوبة أن يدخلها زائر أو سائح، ويخرج منها بخفي حنين، حيث يجد ما يحب ويرغب، ففيها المقاهي والورش ومختلف أنواع الخدمات.

**تاريخ عريق

ويعود تأسيس السوق إلى السلطان محمد الفاتح، الذي فتح مدينة إسطنبول في العام 1453م، بعد أن عمل على إنشاء المدينة من جديد بعد فتحها، حيث تم البدء في العام 1461 في إنشاء السوق، ليتحول إلى مركز تسوق عالمي من وقته، ويبلغ مكانة مهمة في عهد السلطان سليمان القانوني.

ومنح موقع إسطنبول عند تلاقي القارتين الأسيوية والأوروبية، السوق أهمية كبيرة، ما دفع البعض لتسميته بأنه أقدم مجمع تجاري في العالم يعود لـ500 عام، ومن زار السوق مرة يحب زيارته كلما سنحت له الفرصة.

السوق الشهير كان إحدى محطات تصوير فيلم "Skyfall" وهو من سلسلة أفلام "جيمس بوند" الشهيرة، وعرض في العام 2012، حيث تم تصوير مشاهد مطاردة على سقف السوق لجيمس بوند، وفي منطقة أمينونو، حيث استقطب اهتمام الزائرين وقتها، لتجري بعدها عمليات ترميم واسعة للسوق.

وجرت عمليات ترميم مختلفة شملت السوق خلال القرون السابقة، والترميم الأخير كان منذ سنوات قليلة، وشملت سقف السوق، حيث تم تقويته وترميمه، بشكل يتناسب مع الظروف المناخية الحالية.

**مقصد السياح

يقع سوق بيازيد المسقوف بقلب إسطنبول التاريخي، على مقربة من منطقة السلطان أحمد الشهيرة، ويلتقي نهايات السوق، مع نهايات السوق المصري، وهي من أقدم الأحياء في إسطنبول، وحاليا يتم الوصول إليها عبر الحافلات والسيارات، وخطوط الترام.

وتعتبر المنطقة محطة تجارية هامة، لانتشار المتجار والمصارف وكبريات الشركات السياحية، فضلًا عن المطاعم والأسواق، وتتميز المنطقة بجامع بيازيد الشهير، وبقربها أيضا جامعة إسطنبول العريقة التي تأسست مع فتح إسطنبول.

وتنظم في ميدان بيازيد بجانب السوق فعاليات ثقافية واجتماعية عديدة من الحفلات الفنية، ومعارض الكتب، كما أنها تستضيف نشاطات عديدة، وهي نقطة تجمع لأهالي إسطنبول المحبين للعودة لتاريخ إسطنبول القديم.

** مكان مناسب للهدايا

يقول محمد عبد الله، سائح سعودي، للأناضول، "السوق جميل جدا، والناس أجمل، والأجواء حلوة وكل شيء أكثر من رائع، كل شيء لفت انتباهي والناس مرتاحة وتتسوق بسهولة وكل شيء متوفر وهو أمر جميل".

وحول ما لفت انتباهه في السوق، قال "اشترينا هدايا وأغراض حلوة موجودة في الأسواق الشعبية، لا تتواجد في المراكز التجارية، فأغلب ما اشتريناه كان من الهدايا".

أما السائح العماني بدر نصر المبارك عبد السلام، فقال من ناحيته، "السوق طيب (جيد) وفيه سلع تركية وبضاعة تقليدية وبضائع حديثة، وأكثر الأمور الاستهلاكية التركية موجودة من الفضيات والأثواب والفناجين والأشياء التقليدية والملابس، فأغلب البضائع التركية المنتشرة يمكن رؤيتها هنا".

وأضاف: "اشترينا ملابس وتحف وخواتم مصنوعة يدوية، والمصوغات متاحة بكثرة لأنه سوق تقليدي، والأشياء الحديثة موجودة وتجمع لكافة الجنسيات من كل دول العالم وأغلب الباعة أتراك".

ولفت إلى أنه "لم يجد صعوبة بالتحدث خلال التسوق، فالشعب التركي يتقبل لغة الإشارة ويمكن التفاهم معهم، وأغلب المحال فيها من يتحدث العربية فلا مشكلة في التواصل".

** أسواق تذكر بالماضي

أما محمد وائل قدسي من حلب، وهو مقيم في إيطاليا منذ 40 عامًا، فقال "السوق عريق وأحب الأسواق القديمة التي تذكرنا بالماضي، وهو سوق نظيف ومرتب ومن الأسواق التي أحبها وأتجول بها، لتذكرنا بالماضي".

وزاد "اشترينا ملابس لزوجتي وأحب رؤية البهارات والصحون التي لها ديكور، وهي أكثر ما لفت نظري".

من جانبه، قال السائح الجزائري بشير محمد أشرف، "سوق بيازيد المغلق رائع بما للكلمة من معنى، فيه الحلويات والألبسة، وعامة الناس هنا رائعون وخاصة الشعب التركي معاملته جيدة".

وأوضح: "هناك الغالي والرخيص، تتناسب الأسعار مع حاجة الناس، كل ما تريده تجده حسب إمكانياتك والسوق نظيف، والحرس والأمن كله رائع، فالإنسان يرتاح به".

وشدد على أن ما "لفت نظره بضائع مثل الألبسة الشبابية، والأشياء التي تخص العائلة والهدايا، والأشياء التقليدية أعجبته كثيرًا مثل الكؤوس لا توجد منها في الجزائر، والملابس التاريخية والكتب أيضا أحببتها، والأجواء رائعة جدا لا تشعرك بالملل أبدًا".
#تركيا
#سياحة
5 yıl önce