|

"إيجة" التركية.. ينابيع معدنية "دافئة" للاستشفاء

- عدد الينابيع المعدنية الطبيعية في تركيا تصل إلى 1500 وهي الأولى أوروبيًا- تركيا تحتل المرتبة الثالثة أوروبيا من حيث المنشآت التي تعتمد على المياه المعدنية- المنطقة تهدف إلى جذب 3 ملايين سائح من الآن وحتى نهاية العام الجاري** طولغا غنجَر، رئيس فرع اتحاد وكالات السياحة التركية في منطقة "إيجه" للأناضول:- ننتظر في شتاء هذا العام أن تشهد المرافق السياحية نسبة إشغال تصل إلى 70%- انتهينا من كافة الاستعداد لموسم الشتاء واستقبال الضيوف من داخل البلاد وخارجها

10:17 - 2/12/2019 الإثنين
تحديث: 10:18 - 2/12/2019 الإثنين
الأناضول
"إيجة" التركية.. ينابيع معدنية "دافئة" للاستشفاء
"إيجة" التركية.. ينابيع معدنية "دافئة" للاستشفاء
تزهو تركيا بينابيعها المعدنية الحارة المنتشرة في كل أنحائها، والتي تحوي مياهها الساخنة على خواص تساعد في علاج العديد من الأمراض لاحتوائها الكثير من المواد المعدنية المفيدة.

كما أن سخونة مياهها تريح وترخي العضلات وتفيد في علاج آلام مرض الروماتيزم وآلام مرض فتق النواة اللبيّة، حتى أنه ينصح بشرب مياه بعضها.

ويبلغ عدد الينابيع المعدنية الطبيعية في تركيا 1500 نبع، وتحتل بها تركيا المرتبة الأولى على مستوى أوروبا.

أما على مستوى المنشآت التي تعتمد على المياه المعدنية تأتي إيطاليا في المرتبة الأولى بـ300 منشأة، تليها ألمانيا بـ260، ثم تركيا في المرتبة الثالثة بـ240 منشأة.

ومنطقة "إيجه" غربي تركيا، التي تعتبر واحدة من أهم المقاصد السياحية التركية، تستقطب إليها السياح المحليين والأجانب بأعداد كبيرة سنويًا في فصل الصيف من خلال بحرها وروعة رمالها، وشمسها، وفي فصل الشتاء أيضًا تستقطبهم بنفس القدر من خلال الينابيع المنتشرة بها.

المنطقة المذكورة تشهد عادة في موسم الصيف حركة سياحية كبيرة، لا سيما في الصيف الماضي الذي سجلت فيه الفنادق والمرافق السياحية المختلفة بها نسبة إشغال كبيرة. وها هي المنطقة تستعد حاليًا لاستقبال زوارها في فصل الشتاء من راغبي السياحة والعلاج بالينابيع الحارة التي تشتهر بها المنطقة.

ولقد اشتهرت مصادر الينابيع الحارة في المنطقة خلال الأعوام الأخيرة بفضل الأنشطة التي قامت بها الجهات المعنية للتعريف بها، وتسليط الضوء عليها ما ساهم في استقطاب السياح من داخل البلاد وخارجها من الراغبين في الاستجمام، والعلاج من أمراض عدة.

هذا إلى جانب من يزورون المنطقة يتزودون في الوقت ذاته بكثير من المعلومات التاريخية والثقافية من خلال رحلات تنظم لزيارة أشهر الأماكن التاريخية والسياحية بها وهي كثيرة.

وتعتبر مدينة دنيزلي، واحدة من مدن الينابيع الحارة الهامة في منطقة إيجه، إذ يوجد بها ما يقرب من 50 منتجع لتلك الينابيع. ولا سيما الينابيع بمنطقة "باموق قلعه" القريبة منها والتي تشهد سنويًا إقبالًا عليها من السياح الروس.

أما في مدينة جشمه التابعة لولاية إزمير، فيوجد 14 منتجعًا للينابيع الحارة، وبها العديد من الفنادق الكبيرة والصغيرة التي تقدم هذه الخدمة وتقصدها أعداد كبيرة من السياح المحليين والأجانب.

وعلى نفس الشاكلة تعتبر مدينة مانيسا، عاصمة ولاية تحمل الاسم ذاته، غربي البلاد، واحدة من المدن التي يفضلها السياح المحليين بشكل خاص من أجل الاستجمام في منتجعات ومرافق الينابيع الحارة، وتقع أشهر هذه المنتجعات بمناطق سوما، وصالحلي، وتورغوتلو، ودميرجي بالمدينة.

** حوض "هيرابوليس" بحرارة ثابتة

يجذب حوض هيرابوليس الأثري، ذو المياه المعدنية الطبيعية، في منطقة باموق قلعة بولاية دنيزلي، آلاف السياح الباحثين عن العلاج سنويا بفضل حرارة مياهه الثابتة التي تبلغ 36 درجة على مدار العام.

ويبلغ عمر الحوض، الواقع في منطقة باموق قلعة، المُدرج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" للتراث الثقافي، نحو ألفين و500 عام.

ويشهد الحوض إقبالا سياحيًا كبيرًا من داخل وخارج البلاد، خلال أشهر الصيف على وجه الخصوص، حيث يتيح لزواره فرصة علاج فريدة بمياهه الطبيعية الدافئة، وسط الأعمدة والأحجار التاريخية الأثرية.

وتكون الحوض الأثري إثر زلزال ضرب المنطقة عام 692 م، حيث أدى إلى سقوط الأعمدة الأثرية وتجمع المياه الطبيعية وسطه.

ويصل عدد السياح المترددين على الحوض يوميا، خلال أشهر الصيف، نحو ألفين و500 سائح، بينما ينخفض العدد إلى نحو 400 سائح يوميا خلال فصل الشتاء، حيث يفضله السياح الروس بالدرجة الأولى، إلى جانب استضافته لعدد كبير من السياح من شرقي آسيا.

وهناك منطقة أخرى تسمى "قره هايط" تشتهر بالينابيع الحارة، من المنتظر أن تشهد خلال الفترة المقبلة حضورًا كثيفًا لراغبي الاستجمام والعلاج بتلك المياه التي تصل حرارتها إلى 60 درجة مئوية>

وتتميز بلونها الأحمر الغني بالحديد، والذي يفضل استخدامه في الطقس الحار الذي يتجاوز المعايير الموسمية؛ وذلك لعلاج أمراض الروماتيزم، والجهاز الدوري، والربو، والتهاب الشعب الهوائية، والأمراض الجلدية.

وإلى جانب العلاج بالمياه الكبريتية، تقدم هذه المنتجعات أيضًا إمكانية العلاج بحمامات الطين.

** ينابيع مياه البحر الحارة

تعتبر مدينة جشمه بإزمير واحدة من أهم مراكز السياحة الصيفية في تركيا، كما أنها تبرز كمقصد مهم في فصل الشتاء يرتاده الباجثون عن متعة الاستجمام بالينابيع الحارة.

وتشتهر المدينة بكونها مركزًا للينابيع الحارة من العهدين الروماني والعثماني، وما يميزها عن المناطق الأخرى أن بها ينابيع حارة مصدرها البحر مباشرة، ما يجعلها أكثر جذبًا للسياح من الداخل والخارج ممن ينشدون الشفاء بمياهها المعدنية.

وفي ذات الولاية، نجد أن مدينة "قوش آضه سي" هي الأخرى قد اشتهرت في الأعوام الأخيرة بكثرة ينابيعها الحارة التي تجعلها تحظى بحركة سياحية كبيرة في فصل الشتاء.

**إشغال المرافق بنسبة 70%

وفي حديث للأناضول، قال طولغا غنجَر، رئيس فرع اتحاد وكالات السياحة التركية في منطقة "إيجه": "لدينا في المنطقة إمكانيات كبيرة للغاية نقدمها في مجال الينابيع الحارة التي يتخذها البعض كمقصد سياحي وعلاجي في نفس الوقت وتشتهر بها العديد من الولايات الواقعة بمنطقة "إيجه" كإزمير، ودنيزلي، وآيدين وجميعها تطل على بحر إيجه".

ويضيف: "ننتظر في شتاء هذا العام أن تشهد المرافق السياحية بتلك المناطق نسبة إشغال تصل إلى 70%".

وأشار إلى أن كافة الاستعداد لموسم الشتاء انتهت وأن المنتجعات السياحية بكامل مرافقة على أهبة الاستعداد لاستقبال الضيوف القادمين إليها من كافة الأنحاء في تركيا وخارجها، لا سيما فنادق الينابيع الحارة التي نتوقع أن تشهد نسبة إشغال مرتفعة.

من جانبه، قال أكرم أوران، رئيس بلدية قضاء جشمه، إن القضاء يتميز بينابيعه الحارة المتدفقة، مشيرًا إلى أنهم يقومون بالعديد من المشاريع لمد موسم الصيف بدلًا من انحصاره بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول فقط.

بدوره قال غازي مراد شن، رئيس جمعية أصحاب الفنادق والشركات السياحية بدنيزلي، إن كافة مرافق الينابيع الحارة على أهبة الاستعداد للموسم الجديد، مشيرًا إلى أنهم يهدفون لجذب 3 ملايين سائح من الآن وحتى نهاية العام الجاري.
#السياحة
#الينابيع الحارة
#تركيا
٪d سنوات قبل