|

برج غلاطة.. عراقة التاريخ من عين إسطنبول

ـ على ارتفاع نحو 70 مترا، يتخذ البرج موقعه المميز المطل على خليج "القرن الذهبي" ومضيق البوسفورـ الشكل الحالي لبرج غلاطة بني عام 1348، بارتفاع 70 مترا، وقطر يبلغ 10 أمتار، فيما يبلغ وزنه 10 آلاف طنـ البرج يتألف من 9 طوابق، السبعة الأولى يمكن الوصول إليها عبر المصعد، والأخيران يصعد إليهما الزائر سيرا على الأقدام

13:06 - 14/12/2019 Cumartesi
تحديث: 14:16 - 14/12/2019 Cumartesi
الأناضول
برج غلاطة.. عراقة التاريخ من عين إسطنبول
برج غلاطة.. عراقة التاريخ من عين إسطنبول

تعد إسطنبول متحفا مفتوحا مترامي الأطراف، وتضم المدينة العتيقة بين جنباتها معالم تاريخية كثيرة تعود إلى ما قبل الميلاد، ويشكل برج غلاطة فيها عين المدينة القديمة.

على ارتفاع نحو 70 مترا، يتخذ البرج موقعه المميز المطل على خليج "القرن الذهبي"، ومضيق البوسفور، يقع خارج أسوار المدينة القديمة، بالجانب الأوروبي، ولكن ارتفاعه يجعله مشرفا بشكل كبير على معظم معالم المدينة وأحياء منطقة الفاتح.

ورغم أنه لا يعرف التاريخ الحقيقي لبنائه، لكن أغلب الروايات تذهب إلى أن إنشاءه كان خلال القرن السادس الميلادي، واستخدم لأغراض مختلفة من قبل حكام المدينة من الروم، والجنويين، وحكام البندقية، والعثمانيين، وأطلق عليه سابقا "قلعة عيسى".

ومنطقة غلاطة التي يقع فيها البرج، كانت من ضمن 14 حيا في ظل حكم الرومانيين للمدينة، ويقال إن قسطنطين الأكبر طلب دفنه في المنطقة بالقرن الرابع الميلادي، ولكن الإمبراطور جستنيان، هو من نظم هذه المنطقة.

وفي الفترة التالية من حكم الجنويين، عملوا على إحاطتها بأسوار، وراقبوا المنطقة المحيطة من البرج، وبعد الحكم العثماني وفتح المدينة في 1453، بقيت المنطقة تسكنها أغلبية من غير المسلمين.

والشكل الحالي لبرج غلاطة بني عام 1348، بارتفاع 70 مترا، وقطر يبلغ 10 أمتار، فيما يبلغ وزنه 10 آلاف طن، واستخدم لأغراض عديدة في فترة الحكم العثماني، وآخرها في القرن الثامن عشر، لمراقبة حرائق المدينة التي لا تنتهي.

البرج يرتبط أيضا بعدة أساطير، إحداها رومانية، وتقول إن رجلا وامرأة إن صعدا سويًا إلى البرج فإنهما سيتزوجان، ولكن لاحقا إن صعد أحدهما منفردا أو مع شخص آخر، فإن سحر زواجهما يفسد.

ومن المعلومات الأخرى غير المؤكدة، أنه في عهد الدولة العثمانية، قام العالم التركي هزارفن أحمد شلبي عام 1638، بتركيب أجنحة صناعية، والبدء بالطيران من فوق سطح البرج وصولا إلى منطقة أوسكودار في الطرف الآسيوي للمدينة.

وفي الزمن الحالي، يتخذ البرج مكانا له في منطقة تعتبر مهمة، وقريبة من مناطق مركزية بإسطنبول، فهي قرب أمينونو وقاره كوي، ومنطقة تقسيم، والأهم قربها من الخليج ومضيق البوسفور عند نقطة التلاقي، فضلا عن مجاورتها المناطق التاريخية والأثرية.

ويعد البرج حاليا مقصدا مهما في إسطنبول، سواء من المقيمين أو الأتراك أو السائحين القادمين من خارج البلاد، خاصة لالتقاط الصور التذكارية من مكان مرتفع مطل على المدينة القديمة.

ويتكون البرج من 9 طوابق، السبعة الأولى يمكن الوصول إليها عبر المصعد، والأخيران يصعد إليهما الزائر سيرا على الأقدام.

ويحوي الطابق التاسع مطعما، إضافة إلى شرفة دائرية تطل على العديد من مناطق إسطنبول، أهمها فاتح، وأمينونو، وأوسكودار، وتقسيم، إلى جانب خليج بحر مرمرة.

وعند دخول السياح إلى الطابق الأول، يستقبلهم العديد من الموظفين لإرشادهم خلال جولتهم بالبرج، بعد قطع التذاكر لهم، وتنظيمهم لدخول المصعد.

ويضم الطابق الأول العديد من المحال السياحية الصغيرة، التي تبيع الهدايا التراثية للسائحين.

وفي الطابق الثامن، يوجد استوديو للتصوير، تعرض فيه الملابس العثمانية التراثية، والخاصة بليلة حناء العروس، بغية التقاط الصور التذكارية وطبعها وتسليمها فوريا.

يقع البرج في منطقة حيوية يمكن الوصول إليها عبر الحافلات والترام، والمواصلات البحرية، كما تصل إلى المنطقة السفن السياحية الكبيرة المعروفة باسم "كروز"، فضلا عن تفضيل كثير من الزائرين قضاء وقتهم في المنطقة مشيا على الأقدام.

ويطل البرج على جسر غلاطة الذي اكتسب اسمه من المنطقة، حيث ينتشر الصيادون أعلاه، ومطاعم السمك أسفله، وهي مقصد مهم للزائرين والسائحين.

وتنتشر أسواق كثيرة بالمنطقة المجاورة مثل السوق المصري وأسواق الجملة والسمك، فضلا عن المقاهي والمطاعم التي تقدم المأكولات التركية.

كما تضم منطقة غلاطة قرب البرج، ثالث أقدم ميترو في العالم، المبني عام 1875، ويربط منطقة قره كوي بشارع الاستقلال عبر نفق طوله 575 مترا.

وبذلك يمكن لكل سائح وزائر أن يمتلئ من عبق المدينة وسحرها عبر البرج، والتقاط صور تكون شاهدة على ليال قضاها في مدينة التاريخ والذكريات إسطنبول.

#إسطنبول
#برج غالاطة
#تركيا
4 yıl önce