**الحلقوم التركي
بمذاقه المميز، يواصل "الحلقوم" التركي، منذ عقود، الانتشار في أنحاء العالم، ليكون الرفيق الدائم للمناسبات العائلية، وصديق اللحظات الجميلة.
حكايته بدأت بالحلوى الشعبية العثمانية قبل مئات السنين في منطقة الأناضول، بمزج العسل والدبس (دبس العنب الحلو)، مع الطحين، لتتشكل حلوى محلية، وتنتقل مع نهايات القرن الثامن عشر إلى عالم الصناعة المحلية ومن ثم العالمية.
وفي القرن الثامن عشر الميلادي، استفاد الحاج بكير، صاحب أول محل لبيع هذا النوع من الحلوى، التي تسمى في تركيا "اللوقوم"، من مزج السكر المكرر مع النشاء للحصول على حلوى "راحة الحلقوم" المميزة التي نقلها عبر محله القديم في إسطنبول منذ العام 1777، إلى كل دول العالم.
وبات "الحلقوم" التركي متوفرا في كل مكان ويمكن تناوله على مائدة الطعام ومع القهوة والشاي، كما أنه رفيق الضيافات في التجمعات العائلية وبين الأصدقاء، ويزين أطباق الحلويات في مختلف المناسبات.
ويحل "الحلقوم" ضيفا مهما في مناسبات الأعياد المختلفة الدينية والقومية، ويرافق حفلات عيد الميلاد والتجمعات الاجتماعية المختلفة، ليكون رفيقا للحظات الجميلة والسعيدة، ومذاقا له مكانته الخاصة بقلوب عشاقه.
وتكاد لا تخلو أسواق إسطنبول وبقية المدن التركية كذلك، من مراكز بيع حلوى "راحة الحلقوم"، وتتكثف ظاهرة بيع هذه الحلوى بالأماكن السياحية أيضا، حيث تنتشر المتاجر المتخصصة على طول الشوارع الأثرية بالمدينة.
ويتم إنتاج عشرات الأنواع من حلوى "الحلقوم"، والسكاكر الملحقة بها، حيث استفادت من التقنيات الحديثة لطرحها بأشكال مختلفة، مطعمة بنكهات عديدة من الليمون والورد وماء الزهر، وباقي النكهات الأخرى.
كما أن هذا النوع من الحلوى تستخدم فيه المكسرات بشكل كبير، فإضافة لـ"الحلقوم" السادة، هناك أنواع يمزج مها البندق والجوز والفستق وجوز الهند، ومنها ما هو مغطس بالشوكلاتة والشعيرية والبن.
**الحلويات الموسمية
ويضاف لما سبق من الحلويات الأساسية من "البقلاوة" و"الحلقوم" حلويات مختلفة تظهر بمواسم وأوقات خاصة.
ففي شهر رمضان تنتشر في تركيا حلوى "الغولاش" المصنوعة من رقائق نشاء القمح أو الذرة التي تنقع بالحليب المحلى ويضاف لها المكسرات، ومعروف عنها أنها حلوى عثمانية تقدم بعد وجبة الإفطار.
"السحلب" أيضا يصنف ضمن أنواع الحلويات التي لها انتشار كبير في تركيا خاصة في فصل الشتاء والأجواء الباردة، وهي مشروب ساخن حلو المذاق يصنع بشكل أساسي من مزيج الحليب والنشاء والسكر، ويقدم في المقاهي والشوارع.
وكذلك حلوى "العاشوراء"، التي يزيد إنتاجها وتبادلها بين الجيران في يوم "عاشوراء" من كل عام، وهي مكونة من عدد كبير من الحبوب والمكسرات، مطبوخة مع القمح وتلقى رواجا كبيرا في تركيا.
و"عاشوراء" هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويحتفل المسلمون به لأنه الله نجى فيه النبي موسى من فرعون.
هذه الحلويات الموسمية إضافة لما سبق من حلويات أساسية تعد جزءا أساسيا من حياة الأتراك وبات تذوقها واصطحاب كميات منها إلى الأصدقاء والأقارب، واحدا من أهم طقوس السياحة إلى تركيا.