تركيا التي تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها وتتحمل تكاليف معيشتهم في مجالات التعليم والصحة والخدمات العامة وتوفير الحياة الكريمة، هي نفسها تركيا التي يحاول بعض الموتورين تصويرها بأنها تحرق خيام اللاجئين ومساكنهم.
لم يوفروا مادة إعلامية سواء صورة يزيفونها كما يشاؤون أو فيديو يتلاعبون بمحتوياته الصوتية أو ينسبونه إلى غير حقيقته، إلا وتداولوها للإساءة إلى تركيا الدولة والقيادة والشعب والدور الإقليمي والدولي.
وكان آخر ما تم تداوله من تلك الفبركات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو قصير زعموا فيه أن أتراكا يحرقون مخيمات للاجئين السوريين في تركيا.
الغريب أن الفيديو تداولته حسابات مشهورة إلى حد ما، معظمها سعودية وبعضها مصرية وسورية، وأصحاب تلك الحسابات يرفقونه بتعليقات بذيئة وكلمات نابية تنم عن أخلاقهم.
وبمتابعة فريق "مرصد تفنيد الاكاذيب" للفيديو توصل إلى أن:
الفيديو المُتداول هذه الأيام، سبق تداوله نهاية مارس/آذار الماضي، لكن هؤلاء أخرجوه عن سياقه وأعطوه عناوين مضلِّلة بقصد الإساءة للغرض التركي من إخلاء أحد المخيمات قرب منفذ "بازار كولي" على الحدود مع اليونان وإحراق محتوياته بسبب ثبوت وجود إصابات بفيروس كورونا بين طالبي اللجوء عقب ذلك أجلتهم السلطات التركية بعد إغلاق اليونان الحدود بوجههم وإطلاق الرصاص والغاز المسيل الدموع تجاههم لأيام.
أي أن قرار السلطات التركية بإجلاء طالبي اللجوء عن المخيمات المؤقتة في 27 مارس/ آذار إلى مناطق أخرى داخل تركيا، ووضعهم في الحجر الصحي لمدة 14 يوما قبل السماح لهم بالعودة إلى أماكن إقامتهم، كان بعد تأكيدات على وقوع إصابات بفيروس كورونا بين طالبي اللجوء.