|

تركيا.. رمضان ينعش حركة التجارة بمناطق الزلزال

رغم الحزن والألم المخيم على البلدتين بسبب كارثة الزلازل.

10:33 - 24/03/2023 Cuma
الأناضول
تركيا.. رمضان ينعش حركة التجارة بمناطق الزلزال
تركيا.. رمضان ينعش حركة التجارة بمناطق الزلزال

تشهد ما تبقى من أسواق قضائي "نورداغي" و"إصلاحية" في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، انتعاشا مع حلول شهر رمضان، رغم الحزن والألم المخيم على البلدتين بسبب كارثة الزلازل.

المتاجر التي بقيت سليمة عقب الزلازل، بدأت تفتح أبوابها رويدا رويدا في الأيام السابقة، وبدأ من يسكن في الخيام والبيوت الصالحة ومن يأتي للمدينة من القرى، بشراء حاجياته منها، وخاصة ما يتعلق بمستلزمات رمضان.

عوائل تأتي وتزور ما تبقى من الأسواق، في محاولة منها لمسح الحزن والاستمرار بالحياة، تتنقل بين عدد بسيط من المتاجر المفتوحة، تبحث عن تمور أو مستلزمات لا تغيب عن سفرة إفطار رمضان الحزين هذا العام.

وفي 6 فبراير/ شباط 2023، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان متتاليان بقوة 7.7 و7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

أسواق إصلاحية

السوق المركزي الذي يقع بقلب قضاء إصلاحية، يشهد عودة افتتاح المتاجر منذ أيام، ومع حلول رمضان بدأت سيارات المتسوقين تتحرك بنشاط أكبر وبكثافة في المنطقة قادمة إلى الأسواق.

كما يأتي المتسوقون سيرا على الأقدام أيضا يتنقلون بين المتاجر القليلة التي فتحت أبوابها، حيث يشترون ما يحتاجونه سواءً لشهر رمضان أو الحاجيات الأساسية، في مسعى منهم للاستمرار بالحياة بشكل طبيعي.

ونظرا لحجم الضرر الكبير بالقضاء فإن أغلب سكانها في مخيمات الإيواء القريبة، أوفي خيام أمام منازلهم المتصدعة، وهو ما يحاولون من خلاله مواصلة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.

متاجر بقالة وسمانة ومخابز ومطاعم شعبية فتحت أبوابها في السوق، منها مطاعم صغيرة تقدم وجبة الكباب التي تمتاز بالمنطقة، كما تتجول سيارات وعربات بيع في المنطقة أيضا.

وعلى زاوية تتخذ سيارة لصنع حلوى "المشبك" الشعبية، تثير رائحتها ألباب الحاضرين للسوق، يسعون من خلال تناولها وحلاوة طعمها، تجاوز مرارة الكارثة التي ضربت وأحزنت قلب العالم أجمع.

نشاط وحزن

تجار القضاء، ورغم فتحهم لمتاجرهم، يروون حزنا يخيم عليهم نتيجة الزلزال. يشعرون بأمل جراء الحراك المنتشر في السوق، وبنفس الوقت يحزنون لما حل بالمدينة، وما حصل لأقاربهم، في أحاديث متفرقة للأناضول.

وتقدم المؤسسات الخدمية والمصارف خدماتها من خلال سيارات جوالة متمركزة في المواقع الحيوية المعهودة للناس، من أجل إكمال التجار والمواطنين لأعمالهم ومعاملاتهم، فيما يتجمع في الحديقة المركزية بالسوق الناس ليجلسوا فيه ويحلوا أمورهم مع تواجد عربات المؤسسات.

وعلى الرغم من هذا الحزن والوضع السائد إلا أن بسمة رمضان يمكن ملاحظتها لدى الزائرين الذين يحاولون بروحانيات الشهر الفضيل من أجل التمسك بالأمل والصبر لتجاوز الآلام.

وكما العادة فإن المأكولات الخاصة برمضان هي ما يبحث عنها الزائرون إلى الأسواق، وأهمها المشروبات والعصائر، وخبز رمضان، والتمور والحلويات الخاصة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه الأيام المباركة.

أمل مستمر

المتسوقون من أبناء القضاء يحاولون بدء الحياة من جديد، ويأملون أن تكون البداية الفعلية من خلال شهر رمضان، حيث بسمة الصيام لا تكتمل سوى بمائدة الإفطار التي تجمع المحبين.

ولعل كثيرا من العوائل لن يكون سهلا عليها إفطار أيام رمضان، بغياب أحباء اعتادوا على مدى سنوات طويلة أن يتقاسموا معهم لقمة الإفطار، ويتشاركون سوية صفوف الصلاة، ويتسابقون في العبادة والدعوات، هم اليوم ضحايا كارثة الزلزال.

هذا الحزن يبدو واضحا على الوجوه في الأسواق، التي تتحاشى النظر وتخفي ألمها خلال التسوق، لكن الحركة في السوق وعودتها للحياة تدريجيا تبعث بالأمل على تجاوز كل الصعاب والآلام.

وفي قضاء نورداغي، تشكل قرب المخيمات سوق صغير مع عربات عديدة تبيع مستلزمات أساسية ومأكولات يحاول من خلال المقيمون في المخيمات استكمال نواقص غير متوفرة.

ورغم أن المخيمات تقدم فيها الخدمات عامة بكافة أشكالها، إلا أن الخروج للتسوق وخاصة في رمضان يجعل متضرري الزلزال في شعور مختلف يقربهم إلى أيامهم الطبيعية، متأملين أن تكون مخيمات الإيواء، مجرد محطة مؤقتة تنتهي خلال عام.

#أسواق
#تركيا
#رمضان
#زلزال
#قضاء إصلاحية
#قضاء نورداغي
#ولاية غازي عنتاب
1 yıl önce