قال مرشح تركي هولندي لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، إن صعود أحزاب اليمين المتطرف خلال السنوات الأخيرة، بات تطورًا يهدد أركان الاتحاد الأوروبي، بشكل فيه إزعاج شديد لذلك الكيان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، الإثنين، أيهان طونجه، التركي الأصل المرشح لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي عن حزب "دنك" الهولندي الذي يشكل أغلبية أعضائه الأتراك والمهاجرون.
وخلال مؤتمر صحفي بمقر حزبه في مدينة روتردام الهولندية، لفت أيهان إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت ميولًا إلى اليمين المتطرف بكافة الدول الأوروبية.
وتابع قائلا "الاتحاد الأوروبي نجح قبل 60 عامًا في جلب السلام والاستقرار لأوروبا، لكن باتت زيادة الأحزاب اليمينية المتطرفة خلال الآونة الأخيرة، أمرًا مزعجًا بالنسبة له، وتطور يشكل تهديدًا كبيرًا لأركان الاتحاد".
ولفت أن نقطة الانطلاق لتلك الأحزاب، هي تأجيج مشاعر الجماعات اليمينية المتطرفة بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي، والعنصرية، والتمييز بحق الأجانب والمهاجرين.
وتابع طونجه قائلا "ولقد بدأت خطابات الجماعات اليمينية المتطرفة تتحول إلى أفعال على أرض الواقع، وهذا أمر خطير للغاية ليس فقط بالنسبة للأقليات، وإنما كذلك بالنسبة للجماعة الأوروبية".
وأوضح أن الأحزاب اليمينية المتطرفة ستعمل على عرقلة حقوق الأقليات بغض النظر عن التشريعات والقوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف في ذات السياق قائلا "فبانفصال دول تلك الأحزاب عن الاتحاد الأوروبي، بعد بروز اليمين المتطرف في الصدارة، سيضعون قوانينهم وتشريعاتهم بأنفسهم بهدف إزعاج الأقليات والتضييق عليهم".
وشدد على أن حزب "دينك" الذي رشحه للانتخابات المقبلة، "يعتزم التصدي لمثل هذه الأحزاب لوقفها، وسيلعب دورًا لإيصال صوت الأقليات لأوروبا كما فعل في البرلمان الهولندي، ومجالس البلديات والولايات بالبلاد".
ولفت إلى أنه ببروز الجماعات اليمينية المتطرفة، لن يكون هناك ضامنًا لعدم تكرار ما حدث بحرب البوسنة، وحدوثه بأوروبا مضيفًا "وبالتالي فإن التصدي لمثل هذه الأحزاب يقتضي التكاتف بين الأقليات وأصحاب الحس السليم من غيرهم".
في سياق آخر شدد طونجه على ضرورة تسريع عملية التفاوض مع تركيا بخصوص عضويتها بالاتحاد الأوروبي، مشيرًا أن الأخير دأب منذ سنوات على إبطاء المفاوضات عن عمد.
وبيّن أن الاتحاد الأوروبي قدم من قبل وعودًا كثيرة لتركيا بخصوص انضمامها إليه، لكنه لم يفِ بأي منها، مضيفًا "وهذه ازدواجية في المعايير مرفوضة
كما طالب بإنهاء ازدواجية المعايير التي يتبناها الاتحاد حيال التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما فيما يتعلق بإسرائيل والقضية الفلسطينية.
وتجري انتخابات البرلمان الأوروبي في هولندا يوم 23 مايو/أيار المقبل.
