شن مندوب إسرائيل الأممي جلعاد إردان، الأربعاء، هجوما حادًا على مؤيدي إنشاء دولة فلسطينية وعلى الأمم المتحدة، مدعيا أن الأخيرة "عائق أمام السلام".
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع عقدته الأمم المتحدة، الأربعاء، حول استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض "الفيتو" في مجلس الأمن في 18 أبريل/ نيسان المنصرم، لإسقاط مشروع قرار قدمته الجزائر يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا كاملاً بالأمم المتحدة.
في بداية كلمته، هاجم إردان الأمم المتحدة لمناقشتها الاعتراف بدولة فلسطينية، مدعيا أن هذه المناقشة "أكبر مكافأة" لمنفذي هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
كما أدعى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو رسالة مفادها أن ما سماه بـ"الإرهاب"، "يؤتي ثماره".
وفي 7 أكتوبر الماضي، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية هجوما مباغتا على مستوطنات محاذية لقطاع غزة بغية "إنهاء الحصار الإسرائيلي الجائر على غزة المتواصل منذ 18 عامًا وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى"، كما قالت.
ومنذ ذلك التاريخ تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 112 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "ارتكاب إبادة جماعية".
في كلمته أمام الأمم المتحدة كذلك، ادعى إردان أن "الأمم المتحدة تشكل عقبة رئيسية أمام السلام"، مضيفا "كل من يؤيد قيام دولة إرهابية هو عائق أمام السلام"، على حد ادعائه.
ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، على خلفية رفض الأخيرة إقامة دولة فلسطينية، واستمرارها في سياسة الاستيطان بالأراضي الفلسطينية.
وفي ظل حكومة يمنية متطرفة تحكم إسرائيل حاليًا، وترفض أي مساع لمفاوضات سلام تقوم على حل الدولتين، ترى العديد من دول العالم، وبينها دول أوروبية، أن الاعتراف بدولة فلسطينية، سيكون هو الحل الوحيد لدفع إسرائيل إلى الانخراط في عملية سلام.
وتطرق إردان إلى الحراك الطلابي التضامني في غزة بالجامعات الأمريكية بقوله: "اذهبوا إلى جامعة كولومبيا أو جامعة نيويورك استمعوا إلى دعوات القتل التي يرددها الحشد المؤيد للفلسطينيين"، معتبرا أن حماس "تختبئ في هذه الجامعات"، وفق زعمه.
وأردف بقوله: "هو الوجه الحقيقي لأنصار الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".
وفي 18 أبريل/ نيسان الفائت، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
ويأتي اجتماع الجمعية العامة، الأربعاء، بناء على إجراء يُعرف باسم "مبادرة الفيتو" اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل/نيسان 2022، ويخول لها الاجتماع تلقائيا في غضون 10 أيام، بعد استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن "الفيتو"، حتى يتسنى لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التدقيق والتعليق على هذه الخطوة.
